أعرب الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن حامد أبوزنادة الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها عن أمله في أن يتسع مجال جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه ليشمل الموارد البيئية مما يشجع الهيئة وجهات وشخصيات أخرى عديدة على التقدم للجائزة، والمياه - كما نعلم - أحد العناصر المهمة في الطبيعة، لذلك فهي ترتبط بالعلاقات البيئية الأخرى كافة تؤثر وتتأثر بها، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، فإن الحفاظ على النظم البيئية يوفر مصادر جيدة للمياه، ثم تجميعها لتروي ظمأ الأدوية المحيطة بها بما تحويه من بشر وكائنات حية أخرى. وتابع موضحاً أهمية الحفاظ على الغطاء النباتي لما له من إسهام كبير في الحد من آثار السيول المدمرة ويحد من جريانها، ويحافظ على المياه في التربة مما يجعلها تصل إلى باطن الأرض وتغذي المياه الجوفية. ورداً على سؤال عن أهمية الجائزة وانطباعها عنها قال الدكتور أبو زنادة: إن تخصيص سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - وللمرة الأولى - جائزة عالمية للمياه ورعايته الكريمة لها، ليس بمستغرب من رجل البيئة الأول وأحد الشخصيات العالمية العشر التي تعمل من أجل الحفاظ على أحد الموارد الطبيعية لكوكب الأرض ليس فقط، بل من أجل الحفاظ على بيئة كوكب الأرض بكل مكوناتها الإحيائية وغير الإحيائية، كما أنها تنم عن بصيرة ثاقبة لسموه الكريم لأن العصرين الحالي والمقبل هما عصرا المياه التي اتخذت أولوية قصوى في كل دول العالم. وتابع: والمياه أساس الحياة، ولقد أخبرنا الله عزّ وجلّ في محكم كتابه أن الماء أساس الحياة، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}، لذلك فإن الجائزة تعد تشجيعاً ودعماً كبيراً للباحثين والمتخصصين والمهتمين لإيجاد الحلول العلمية والعملية للتصدي لقضايا المياه، وإيجاد الوسائل والطرق التطبيقية لتحقيق الاستفادة القصوى من المياه والحد من إهدارها، وأيضاً التوصل إلى أساليب وتقنيات حديثة للاستفادة من مياه السيول والأمطار المهدرة، بل تتفرع لاستخدام أساليب حديثة للحد من استخدام المياه وضرورة استخدامها بكفاءة عالية في الزراعة والصناعة والاستخدمات المنزلية، إضافة إلى وسائل تقنية لمعالجتها وإعادة استخدامها بأسلوب آمن. وتطرق الدكتور أبو زنادة إلى مشاركة الهيئة في المؤتمر فقال: إن من صميم عمل الهيئة الحفاظ على الحياة الفطرية وبيئاتها الطبيعية، وكون بلادنا تقع في قلب الحزام الصحراوي الجاف، فإن الحياة الفطرية وبيئاتها الطبيعية توجد بشكل رئيسي في تلك المناطق الجافة وشبه الجافة إلى جانب البيئة البحرية والرطبة ما عدا النذر اليسير الذي يوجد في الغابات التي تغطي بعض المرتفعات الجنوبية الغربية، وحتى تلك الغابات وما تحتويه من أحياء فطرية نباتية وحيوانية لها دور في حفظ التوازن البيئي وفي حفظ منابع ومصادر تجميع المياه في الأودية والسهول الصحراوية المحيطة، لذلك فمن الضروري مشاركة الهيئة في مثل هذه اللقاءات العلمية المهمة لتبادل المعلومات والخبرات ووجهات النظر التي تصب في خدمة قضايا المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية وسوف تشارك الهيئة إن شاء الله من خلال أمينها العام وعدد من الباحثين بأوراق علمية تشمل الرئيسية منها أحد الموضوعات الحيوية المرتبطة بمحاور المؤتمر وهي بعنوان: (الغطاء النباتي ذهبنا الأخضر)، باعتبار أن النبات هو القاعدة الرئيسية في الهرم الغذائي وأحد أهم المكونات البيئية في البيئات الصحراوية، كما أن له دوراً رئيسياً في دورة المياه في الطبيعة، كما تحدث الدكتور أبو زنادة عن كيفية حماية الحياة الفطرية في البيئة الصحراوية مستعرضاً أهم الأساليب للحد من التصحر، فقال: إن حماية الحياة الفطرية في البيئة الصحراوية تتحقق من خلال استراتيجيات وطنية وخطط عمل واضحة، وتعد حماية الحياة الفطرية إحدى أبرز الأساليب الحديثة للحد من التصحر فالحفاظ على الأنظمة البيئية والتنوع الإحيائي يعدّ بمثابة الخطوات التصحيحية الأساسية لمجابهة التصحر والكوارث البيئية الأخرى حول العالم، ويمكن تلخيص خطوات حماية الحياة الفطرية والحد من خطر التصحر في الآتي: أولاً: إنشاء المناطق المحمية والمتنزهات الوطنية، وإصدار الأنظمة والتشريعات التي تدعم جهود الحماية والمحافظة والحفاظ على الأنواع النباتية والحيوانية من خلال منع الاحتطاب، وتنظيم الوعي، ووقف عملية تدمير البيئات الطبيعية، وتكاثر الأنواع المهمة والنادرة في مراكز الأبحاث لإنماء وإعادة تأهيل البيئات الطبيعية بها مرة أخرى ثم تأتي أهمية دور المواطن من خلال رفع مستوى الوعي البيئي وانتهاج السلوك الإيجابي تجاه بيئته. ثانياً: الاهتمام بموارد المياه وترشيد استهلاكها والاهتمام بالغطاء النباتي الطبيعي وإيقاف عجلة تدهوره لما له من أهمية في وقف التصحر ووقف زحف الرمال واستخدام نباتات مناسبة للبيئة الجافة من حيث قدرة تحملها للجفاف وقلة حاجتها للمياه إضافة إلى دعم جهود الحث العلمي في هذا المجال.