قمة حدود الألم.. حينما تشعر أن أغلى ما تملك يضيع منك أو يكاد. ينساب بين أصابع راحة يدك كالماء الزلال لا تستطيع حجره والحفاظ عليه إلا قطرات قليلة منه علك تبلل بها ظمأك..!! وقمة حدود الألم.. أن تشعر بمأساة الآخرين تشاطرهم أحزانهم لحبك لهم.. وهم يتألمون تائهون في بحر الحياة..!! وقمة حدود الألم.. ان تسعى جاهداً لإدخال السرور والرضا والبهجة على المحزونين المنكوبين الذين يستهويهم الحنين الى الماضي بكل مآسيه.. تطمئن بها بالهم وتخفف عنهم احزانهم وانت لا تعرف لأحزانهم سبباً، علهم يفتنون فيك وتخسر وتكاد محاولاتك تبيء بالفشل!! إليهم أقول: واجهوا الأعباء مهما ثقلت.. فإن بوادر الصفو لابد أن تظهر والكدر لابد أن يزول والغيمة السوداء لابد أن تنقشع يعقبها مطر يغسل النفوس المنكوبة!! وإليهم أبوح بأن نفوسنا تجاهكم تهفو للخير وتسر دائماً بأن تدركوه خالصاً لكم ولأجلكم..!! وأن نفوسنا تأسى للشر أن يحيق بكم أو أن يدور من حولكم يتربص بكم..!! واليوم أبوح.. أن ما يصدر منا مما يسيء إليكم ما هو الا قشور نلصقها على مشاعرنا لنغلف بها عواطفنا تجاهكم... حتى لا تفتضح حقيقة ما تربطنا بكم..!! يا لها من نزعات طائشة.. طارئة.. لا ننكر انها فكرة فطر عليها أبناء البشر كلهم..!! نكافحها ونسعى بكفاحها علنا نحظى بكسر حدتها من أجلكم ولأجلكم أنتم فقط..!! بعدها يكشف شرها صبركم!! فعذراً إلى من يهمني قلبه حينما تستحكم عليه الأزمات وتعقد حبالها عليه تشل حركته ليبدو أن هناك شيئاً ما يشده إلى القيعان!! عذراً.. لأني لم أجد إلا تلك الطريقة لخطاب قلبكم الإنساني الكبير الذي لا تعلق به ريبة وعقل لا تذهله كربة.. فعذراً.. علي استثير أشواقكم الكامنة إلى سمو الكمال. ** ومضة: قال فيلسوف: إن المصيبة لا تقتلني بل تزيدني قوة!! فالمصائب ما هي إلا في حقيقتها تجارب!! فكل شيء يبدأ صغيراً ويكبر إلا هي تبدأ كبيرة فتصغر..