✒لحظات الغروب : جميلة بكل معانيها، لكنها ليست جميلة إلا للمتفائلين، الذين يؤمنون ب{ فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } و يؤمنون كذلك بأن كل غروب يعقبه شروق. تغيب الشمسُ و تشرق مرة أخرى، يُفقد شيء فيعوضنا الله خيرًا منه، نبتعد قليلًا فتتجدد الحياة في أرواحنا؛ لنعود،وتعود الأماني من جديد، نصاب بالألم( جسدي أو نفسي) فنعلم أن الله وعدنا خيرًا : عنْ أَبي سَعيدٍ وأَبي هُرَيْرة رضيَ اللَّه عَنْهُمَا عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه ) متفقٌ عَلَيهِ نفقد عزيزًا غاليًا، فنرجوه عند الله، في أعالي الجنان. {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } ما أسعدنا بهذا الدين العظيم، و ما أروعنا حينما نتمسك بتعاليمه في كل زمان و مكان. أيها الفضلاء : الغروب ليس كما يراه المتشائمون : مرض، و حزن، و موت، و فقد، و فراق، و كوارث... الغروب شوق لما هو أجمل، و تطلع لكل مشرق بعد غياب، قد تواجهنا صعوبات الحياة و نحن في قمة السعادة، هنا لابد أن نتذكر الهدف الذي نسعى إليه؛ ليكون وقودًا محفزًا لنا، و نتناسى جزءًا من الألم، بعدها نستطيع و بكل قوة، نسيان كل الألم. ذكر الدكتور مشعل الفلاحي في كتابه ( ميلاد فجر) : ( كم في مواقف الحزن من فرح! و كم في ظلام الليل من نور! و كم في فجائع الزمن من مواليد الحياة! أيها القراء: أمنياتكم قريبة مهما بدت لكم لحظات الغروب طويلة، و شمس تطلعاتكم ستشرق ما دمتم تؤمنون أنها بيد خالق السموات و الأرض. عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " نزل المعونة من السماء على قدر المؤونة ، ونزل الصبر على قدر المصيبة " ومما يروى عن الشافعي رحمه الله ، أنه قال : صبرا جميلا ما أقرب الفرجا من راقب الله في الأمور نجا من صدق الله لم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا وقال ابن دريد : أنشدني أبو حاتم السجستاني : إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصدر الرحيب وأوطأت المكاره واطمأنت وأرست في أماكنها الخطوب ولم تر لانكشاف الضر وجها ولا أغنى بحيلته الأريب أتاك على قنوط منك غوث يمن به اللطيف المستجيب وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج القريب وقال آخر : ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج كملت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج. وعنْ أَبي هُرَيرة قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْهُ)* رواه البخاري أيها القراء : أوبعد هذا جزع و قنوط؟!! أترك لكم الجواب..