* نابلس - من سينثيا جونستون - رويترز: كسبت حركة فتح كبرى الفصائل الفلسطينية في اختبار للقوة في مواجهة التيار السياسي الإسلامي في انتخابات طلابية رئيسية يوم الاثنين بما يعزِّز محمود عباس في حملته لخلافة الرئيس الراحل ياسر عرفات في منصب الرئاسة. وحصلت كتلة مؤيِّدة لفتح بعد منافسة متقاربة على 38 مقعداً مقابل 36 لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المهيمنة سابقاً في انتخابات مجلس طلاب جامعة النجاح بنابلس. وخسرت الكتلة الإسلامية أرضاً مهمة نزولاً من 48 مقعداً كانت تشغلها منذ الانتخابات الماضية عام 2001. كما أنه أول انتصار لحركة فتح منذ أن خسرت الأغلبية في سباق متقارب عام 1995 فازت به حماس. وكسب طلاب مؤيّدون لحركة الجهاد الإسلامية مقعدين وفازت أحزاب يسارية بخمسة مقاعد في انتخابات كبري جامعات الضفة الغربية والتي تعد مقياساً للتوجهات السياسية بين الشباب الفلسطيني. ورشحت حركة فتح عباس (أبو مازن) السياسي المخضرم المعتدل لخلافة عرفات الذي توفي في 11 نوفمبر - تشرين الثاني الجاري خلال الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في التاسع من يناير - كانون الثاني القادم. وتؤيِّد فتح إجراء مباحثات مع إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين. ومن غير المتوقَّع أن تقدم حركتا حماس والجهاد الإسلاميتان مرشحين لمنصب الرئاسة. وقال طلاب وإدارة الكلية أيضاً أن موت عرفات ربما حول التصويت لصالح فتح كتعبير عن التقدير للرجل الذي قاد لعقود النضال الفلسطيني من أجل دولة. وقال نايف أبو خلاف أستاذ العلوم السياسية إن أحداً لم يتوقع هذا الانتصار الكبير لفتح ولا حتى الحركة نفسها. وقال إن هناك شعوراً بأن هناك عدة عوامل وراء الفوز. أحد هذه العوامل وفاة عرفات وهو الجانب العاطفي. موضحاً أن هذا العامل كان له تأثير واضح. وأشار خلاف إلى أن انتصار فتح يعد أيضاً (مؤشر كبير للانتخابات القادمة) التي سيتنافس فيها عباس المرشح الأقرب للفوز وهو رئيس وزراء سابق أمام عدد من المنافسين. ويفتقر عباس (69 عاما) الذي شغل موقع عرفات كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية والمسؤولية عن الاتصالات مع إسرائيل لقاعدة شعبية عرفات ولكنه مفضّل لدى الغرب. ومن غير المحتمل أن تنافس حركات إسلامية مثل حماس في الانتخابات الرئاسية ولكنها يمكن أن تشكل تحدياً لرئيس جديد في محاولته لتعزيز السلطة في الفراغ الذي تركه عرفات. وابتهج طلاب فتح ورقصوا بعد إعلان النتائج وأطلق ناشطون من الحركة أعيرة نارية في الهواء للاحتفال بالنصر. وقال الطالب مصطفي الدوابشة (22 عاماً) والذي يدرس الاقتصاد بعد إعلان النتائج (لا يمكنني أن أصف مشاعري. أنا سعيد جداً لهذا الانتصار.. هذا يظهر مزيداً من التعزيز لفرص عباس في الانتخابات الرئاسية). وحشدت كل من فتح وحماس الآلاف من أجل الحملة الانتخابية قبل يوم من انتخابات جامعة نابلس ووزعتا عصابات للرأس وأغطية للرأس لأنصارهما. وقالت فداء الرطروط (19 عاماً) (أبو عمار كان رئيساً لنا ومن أجله نصوِّت لصالح فتح. أبو عمار كان مثل والدنا وبوفاته أشعر بأني فقدت شيئاً عزيزاً). وقالت إنها ستصوّت لصالح فتح في الانتخابات الرئاسية في التاسع من يناير - كانون الثاني ولكنها كانت تفضِّل مروان البرغوثي المسجون في إسرائيل عن عباس الذي وصفته بأنه جزء من (الحرس القديم) عديم اللون الذي تجمع حول عرفات لعقود. وقالت (نتمنى لو أن فتح رشحت مروان البرغوثي لمنصب الرئيس لأنه الأكثر احتراماً. إنه مثل أبو عمار.. كنا سنختاره بالتأكيد).