في عدد الجزيرة 11726 تعقيب للأخ سعيد بن سليمان السعيد حول ما كتبته عن النشر لأخطاء المعلمين في الصحف وحيث إن تعقيب الأخ ووقفاته تحتاج إلى وقفات فنقول وبالله التوفيق: 1- أما ما أشار إليه الأخ سعيد في وقفته الأولى بأن ما يثار في الصحف عن أخطاء المعلمين هو من قبيل النقد الهادف لكن هذا يحتاج منه إلى وضع ضوابط للنقد الهادف لأن إطلاق الأحكام العامة جزافاً مثل الكيل بدون مقاييس وهل النقد الهادف الذي يعنيه هو النشر في الصحف كما ينشر عن المزورين والمرتشين فهذا ليس بنقد وإنما هو هدم لأن النقد الهادف هو تصحيح أخطاء الغير من دون تشهير لأن نقد أخطاء الغير علناً على الملأ يسمى تجريحاً وحري بالناقد ألا يقبل منه أي شيء ما دام أن هذا هو أسلوب النقد لذا أرجو من أخي الكريم أن يصحح مفهوم النقد الهادف عنده. 2- أما وقفة الأخ الثانية فيفهم منها أن يكون تقييم المعلم وإظهار سلبياته وإيجابيته أمراً مشاعاً لكل أحد من الناس، فالكل له دور في تقييم العلم حسب رأي الأخ. إن تقييم المعلم لا يكون إلا في محيط مدرسته فقط ولدى الراسخين في التربية لا أن يكون تقييم المعلم لكل من هب ودب لأن هذا ضرب من الفوضى ليصبح كل واحد يحشر أنفه في تقييم المعلم. 3- في الوقفة الثالثة فرق الأخ بين الجهود المبذولة على أسس تربوية وبين أخطاء الأطباء والمعلمين نحن يا أخي لا نتكلم عن تجارب تربوية حتى تقحمها في هذا الرد وإنما نتحدث عن نشر الصحف لأخطاء بعض المعلمين مثلها مثل أخطاء الأطباء والمهندسين لكن فيما يظهر أن الأخ اختلط عليه الأمر فناقض نفسه بنفسه في آخر هذه الفقرة حيث قال: (فلا الطبيب في عيادته ولا المهندس في عمله.. يساويان المعلم في فصله فخطؤه ليس كخطأ غيره). 4- أما وقفة الأخ الرابعة فمفادها أن المعلم الجاد لا يضره ما يكتب عنه في الصحف فسبحان الله أخونا يرى أن التشهير بالمعلمين في الصحف لا يضرهم إذا كانوا واثقين بأنفسهم، أي ثقة تبقى بعد ثلبهم وانتقاصهم حقوقهم علناً، إنك يا أخي موغل في مثالياتك وتخيلاتك فأي إنسان مهما كان عمله حينما يقابل عمله بالبخس لا شك أنه سيصاب بالإحباط وأنت أولهم فالمحسن يجب أن يجازى على إحسانه {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}. 5- أما وقفته الخامسة ما أشار إليه الأخ بأن سبب تطاول بعض الطلاب أو بعض أولياء الأمور يرجع بالدرجة الأولى بسبب ضعف شخصية المعلم فما أشار إليه الأخ في هذه الفقرة قد نوافقه في جزء منها وأنه قد يكون تطاول بعض الطلبة لضعف شخصية المعلم أو ضعف معلوماته لكن يبقى لتربية الأسرة دور كبير والدليل على ذلك أنه مر علينا ونحن طلاب من المعلمين من شخصيته أو معلوماته ضعيفة، لكن الطالب يحترم معلمه لأنه يحترم أباه، فالأسرة كانت تربي أبناءها على احترام معلميهم لكن لما انفلت الزمام من يد بعض الأسر وصار الابن لا يحترم أباه فضلاً عن معلمه.