** قبل أعوام.. وبالتحديد ثلاثة.. كانت حبات رمل وهي سائرة فوق يدي على كثيب من كثبان خريص.. وكنت أحاول أن أجمع هذه الحبات الصغيرة المتناثرة لأكون منها شيئاً فلم أستطع وتلاشت على الهامش.. وقفز إلى ذهني آنذاك أحاسيس شتى رأيت أن أكتب عنها فما وجدت غير - على الهامش - عنواناً لهذه الأحاسيس فولدت هذه الزاوية وظلت تجتر كلماتها من أعماق نفسي وتلدها حبة أحياناً وخاوية أحياناً أخرى.. وعبر هذه السنوات التي مرت نضب معين التغذية الدافعة لأن أكتب وأن أقول شيئاً.. ولا أدري كيف تحيا ذكرى حبات الرمل من جديد.. ربما لأنني عشتها مرة أخرى وربما حلم عابر كطيف زائل عشت أحداثه على سرير المرض وأنا أرقد للعلاج قبل أيام أكد لي عمق الألم للكلمات التي كتبتها قبل زمن.. فشدني الإلحاح لأن أعود كويتباً أرجو - يا قارئي العزيز - أن تفتح عينيك لكلماته تقرأ فيها معاناته الصادقة.. وأحاسيسه العميقة في محاولة مخلصة لأن أحقق هدفاً.. وأبني غاية.. وأرسم علامة بناء في مسيرة النماء المتطور الذي يعم السهل، والجبل.وعلى الهامش - قبل كل شيء - نبتة صغيرة تروى من توجيهك.. وتغذى من دفعك ومساندتك بما يضمن لها النمو والديمومة.. وإلا فإنها ستضمر وتموت وتتلاشى على محك العدم. ** الراكضون خلف الغاية.. والسائرون خلف الأحلام العذاب.. بدأت خطاهم هذه الأيام.. لا يعرفون للراحة طعماً.. ولا ينشدون لذة غير لذة الفرحة الكبرى التي آن لهم أن يقطفوا جناها بعد عام من الكد والتحصيل الجاد. هم.. حبات قلوبنا تمشي على الأرض.. تبارك مسعاها.. وندعو لخطاها بالتوفيق فلنكن يا عزيزي الأب -ويا عزيزتي الأم - عوناً لابنك وابنتك.. لأنهما يحتاجان لمساعدتك في هذه الأيام ليجتازا معركة الحصاد العلمي بما يولد البسمة والفرحة على شفتيهما الظامئتين للنجاح. ** يا غادتي الحلوة.. أنت حلم حقيقة.. وغاية قلب.. وعندما تنأين بعيداً في واحات الصدود أحس بقسوتك وأتذوق مرارة صدودك، أريدك يا غادتي كوردة فواحة بالعطر أنتشيها كل حين فأحس معها بطعم الخلود الحياتي. حنانيك يا غادتي فالصدود - ساخن كالصفعة - أدعو دائماً أن يموت على جدار صمتك الطويل.