رصد علماء الاجتماع اليهود التغيرات التي أخذت تعبر عن نفسها بالميل إلى العنف وارتكاب الجرائم التي أخذت تنتشر في إسرائيل، وقد أظهرت الاستطلاعات داخل الكيان الصهيوني أن 83% من الإسرائيليين يخافون من ظاهرة العنف المستشرية في مجتمعهم أكثر من خوفهم من سوء الحالة الاقتصادية المتردية، وقد حاولت نقابة المعلمين في الكيان الإسرائيلي توجيه رسالة إنذار وتحذير للمجتمع فقامت بإضراب في جميع المدارس الإسرائيلية يوم 25-10-2004م. كما أن الإضراب استهدف إيصال صوت المعلمين إلى وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية ومطالبتها بحماية المعلمين الذين أصبحوا هدفاً لاعتداءات المراهقين اليهود. وزارة التربية والتعليم بدورها وعن طريق المديرة العامة للوزارة أوضحت أن تنامي العنف في المدارس الإسرائيلية انعكاس ونتيجة طبيعية لانتشار أعمال العنف وما يشهده المجتمع الإسرائيلي الذي يعيش حالة توتر متواصلة بسبب العمليات العسكرية وعسكرة المجتمع الإسرائيلي وتنامي ثقافة الكراهية والعنف ضد الفلسطينيين والعرب. وكان استطلاع حديث أُجري في جامعة تل أبيب حول العنف في المجتمع الإسرائيلي، أكد أن 83% من الإسرائيليين يخافون من ظاهرة العنف المستشرية في دولة الاحتلال، أكثر من خوفهم من سوء الحالة الاقتصادية المتردية.. وأشار هذا الاستطلاع، الذي شارك فيه 1100 إسرائيلي، أن خوف الإسرائيليين من ظاهرة العنف تفوق بكثير خوفهم من سوء الحالة الاقتصادية المتردية، فقد ذكر 12% من المستطلعة آراؤهم أنهم أو أحد أفراد عائلاتهم قد وقع ضحية للعنف خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.. وكانت معطيات نشرها مركز طاوب للأبحاث السياسية والاجتماعية في إسرائيل أظهرت مؤخراً أن 350 ألف طفل في إسرائيل يعيشون في ظل مستويات متفاوتة من الخطر الجسدي والنفسي، بل خطر الوجود.. ويستدل من المعطيات الإسرائيلية أن (150 ألف ولد وفتى في إسرائيل) يواجهون مستويات عالية من الخطر المباشر والفوري، بينهم (15 ألف طفل) تعرضوا إلى التنكيل الجسدي والجنسي.. كما يشير البحث الإسرائيلي إلى وجود 20 ألف فتاة)، و(11 ألف فتى إسرائيلي) يمرون في مرحلة الانفصال عن بيوتهم دون توفر أطر اجتماعية لاستيعابهم، ناهيك عن الازدياد المطرد في عدد الفتية الجانحين، الذين يبلغ عددهم حالياً (34 ألف فتى).. وكان تقرير خطير صدر عن منظمة سلامة الطفل الإسرائيلي كشف مؤخراً عن ارتفاع معدلات الجريمة بين الأطفال في إسرائيل بشكل مطرد لدرجة أن النسبة تضاعفت ثماني مرات منذ عام 1995 ناهيك عن إدمان المخدرات، والمشروبات الكحولية.. ويبين التقرير الارتفاع في جرائم العنف التي يرتكبها الأطفال بشكل أساسي داخل المدارس، واعتمد التقرير في أرقامه وإحصائياته على بيانات الوزارات الإسرائيلية المعنية، فذكر أن ثلثي تلاميذ المرحلة الابتدائية أكدوا أنهم لا يشعرون بالأمان ويخشون استخدام العنف ضدهم من قبل زملائهم الصغار سواء داخل المدارس أو خارجها، وتتسق مخاوف الأطفال تماماً مع وقوع (3034) جريمة عنف تم تسجيلها في دفاتر الشرطة ارتكبها تلاميذ داخل مدارسهم، وهي الجرائم التي تمت إحالة (56) في المائة منها للنيابة، كما أن (30) في المائة من تلاميذ المدارس في المرحلة الثانوية اشتكوا رسمياً من الاعتداء عليهم من قبل زملاء لهم بواسطة حجر أو قضيب من الحديد.. وكانت معطيات نشرها مركز طاوب للأبحاث السياسية والاجتماعية في إسرائيل أظهرت مؤخراً أن 350 ألف طفل في إسرائيل يعيشون في ظل مستويات متفاوتة من الخطر الجسدي والنفسي، بل خطر الوجود.. ويرجع المراقبون تصاعد ظاهرة العنف داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى سببين: الأول: هو انعدام حالة التوازن النفسي الناجمة عن افتقاد الشعور بالأمن وبمستقبل مستقر في ظل الإصرار الفلسطيني على مواصلة الانتفاضة بكل أشكالها، والضربات الموجعة التي توجهها المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي.. وثانياً: أن عمليات القتل التي تنفذها قوات الاحتلال بدم بارد في الأراضي الفلسطينية وتتناقلها وسائل الإعلام ستترك كبير الأثر في مجتمع انعدمت فيه قيمة الإنسان الآخر، التي يرى فيها المراقبون مدخلاً واسعاً لانتشار الجريمة المنظمة داخل المجتمع الإسرائيلي.