منعت الشرطة الإسرائيلية مجددا أمس الاثنين رجال الشرطة الفلسطينية في منطقة رام الله في الضفة الغربية من حمل السلاح. وقد دخل هذا الإجراء حيز التنفيذ في الساعة السادسة (الرابعة بتوقيت غرينتش) من يوم امس الاثنين. وكان الجيش الإسرائيلي سمح للشرطة الفلسطينية بتسيير دوريات مسلحة في رام الله أثناء دفن ياسر عرفات يوم الجمعة ومدد الإذن حتى صباح الاثنين. ومنذ أشهر عدة يعتبر الجيش الإسرائيلي أي فلسطيني مسلح حتى إذا كان يرتدي بزة عناصر الأمن، (إرهابيا) يمكن للجنود أن يطلقوا النار باتجاهه. وأضاف المصدر العسكري أن الجيش الإسرائيلي أبقى أمس الاثنين على إجراءات إغلاق الأراضي الفلسطينية وعلى الحصار المفروض على مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وصرح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي من جانب آخر أن القوات الإسرائيلية انسحبت من مخيم ومدينة جنين في شمال قطاع غزة حيث كانت تقوم باعتداءات منذ 28 تشرين الاول - اكتوبر الماضي. وأوضح أن (25 فلسطينيا مطاردين اعتقلوا خلال هذه العمليات وتمت مصادرة كمية كبيرة من الأسلحة وخصوصا رشاشات ومسدسات وقطع تلقيم). وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن بين المعتقلين اثنين على الأقل من قادة حركة الجهاد الإسلامي واثنين آخرين من القادة المحليين المرتبطين بحركة فتح. من جهة أخرى، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان إنه حظر من جديد على المواطنين الإسرائيليين دخول الأراضي الفلسطينية لأسباب أمنية، باستثناء الذين يحملون تصاريح خاصة. وكان الجيش الإسرائيلي رفع هذا الإجراء بمناسبة جنازة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله في الضفة الغربية يوم الجمعة. وعلى صعيد آخر صرح وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات للقناة الثانية الخاصة في التلفزيون الإسرائيلي أمس الاثنين أن تنظيم انتخابات في الأراضي الفلسطينية خلال ستين يوما أمر أساسي لتجنب العنف والفوضى. وقال عريقات غداة حادث إطلاق نار في خيمة عزاء بوجود رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أعتقد أن ما حدث مشين وعلينا أن نبدأ عملية تسمح بإعادة القانون والنظام العام). وأضاف (إذا لم نتمكن من تحقيق ذلك فإن العنف والفوضى سيعودان). ورأى عريقات أن إطلاق النار في غزة لم يكن محاولة اغتيال تستهدف عباس. وقال (لم تكن محاولة اغتيال، لا أعرف ماذا حدث بالضبط، لكنه أمر مشين ويثير القلق. يبدو أن مجموعة من المسلحين أطلقت النار في الهواء وجرت مشاجرة بين بعض الحراس). ويفترض أن تجرى الانتخابات لاختيار رئيس للسلطة الفلسطينية خلفاً للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في التاسع من كانون الثاني - يناير 2005م. وأخيرا، دعا زعيم حزب العمل المعارض شيمون بيريز الفلسطينيين إلى أن (يوحدوا بسرعة أجهزتهم الأمنية ال14 التي تضم حوالي ستين ألف رجل مسلح) .. كما دعا بيريز القوات الإسرائيلية إلى (خفض وجودها في الأراضي الفلسطينية). .. إلى ذلك طلب صائب عريقات يوم الأحد من الرئيس الأمريكي جورج بوش أن يدعم الفلسطينيين من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية.وقال عريقات في حديث إلى شبكة (سي ان ان) التلفزيونية الأمريكية (أطلب من الرئيس بوش أن يكون إلى جانبنا في تنظيم الانتخابات الرئاسية) في التاسع من كانون الثاني - يناير لاختيار خليفة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وأضاف: (يجب أن ينسحب الجيش الإسرائيلي (من قطاع غزةوالضفة الغربية) وأن يُرسل مراقبون مدنيون لكي تجرى انتخابات حقيقية وعادلة). وقال عريقات (إذا انسحبت الدبابات الإسرائيلية من المناطق المأهولة، يمكننا أن نحل محل هذه الدبابات مراقبين أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وكل من يريد الإشراف على هذه اللحظات التاريخية بالنسبة إلى الفلسطينيين). وأضاف: (آمل بأن يفهم الإسرائيليون فعلاً أهمية تنظيم هذه الانتخابات الفلسطينية لأننا إذا لم ننجح في تنظيم هذه الانتخابات فسيفتح الباب أمام فوضى أكثر وميليشيات وعنف ومزايدات على العنف). وتابع عريقات (إذا اعتمدنا الطريق التي تقود إلى الانتخابات وإلى ديموقراطية تامة، بمساعدة الأمريكيين والأوروبيين، فعندها سيكون منعطفا باتجاه الديموقراطية والسلام والمسؤولية والاعتدال في المنطقة).