من فنون الشعر الشعبي الحكم والمواعظ وقد كان لها دور بارز في حياة البادية، حيث كان القدماء يشترون النصيحة ويحرصون عليها، والشاعر كان يتكلم بها عن تجارب شخصية مر بها وعاش حلوها ومرها، ولخص هذه التجارب في قصيدة شعرية تكون على صيغة نصيحة للمقربين منه خاصة وللمجتمع كله عامة، وتكون هذه القصيدة مليئة بالمواعظ والحكم، وقد اشتهر بنظمه قديماً كبار السن الذين عصرتهم التجارب، وجربوا الحياة، واخذوا منها الدروس والعبر، هذا لا يعني ان الشعراء الشباب لا ينظمون قصائد في هذا النوع من الشعر بل كانوا يكتبون في ذلك ولكن بقلة لانهم لم يمروا بتجارب قاسية كالتي مر بها كبار السن، ولو اردنا حصر القصائد التي قيلت في هذا الفن لما استطعنا الى ذلك سبيلاً نظراً لكثرتها، ولكن سأقدم نماذج من بعض القصائد التي قيلت في هذا الفن متمنياً ان تحوز على رضا الجميع. يقول بركات الشريف- رحمه الله- ناصحاً ابنه: احذر تضيّع كل من هو ذخر فيك معروف لاتنساه واجزه بحسناك ترى الصنايع بين الأجواد تشريك اليا طمعت بغرسها لاتعداك ويقول الأمير الشاعر: محمد الأحمد السديري- رحمه الله-: ارفع مقامك عن عدوك وتوذيه ويلحقك في تركت رفيقك ملامي حق الرفيق واجبه لا تخليه يلزمك مثل الوالدين الحشامى ويقول ايضا- رحمه الله-: من خالط الأجرب على الحول يعديه عدواه تلحق باللحم والعظامي درب السلامه بينات مماشيه ودرب العطب يرث عليك اللكامي ويقول سليمان بن شريم - رحمه الله- موصياً ابنه عبد العزيز: وصحا لخلان الرخا لو تغالوك اعرف ترى اطيبهم الى احتجت يجفاك كنك خوي امقيط دهووك وغووك حقك عطاك ارشاك واقفى وخلاك ويقول الشاعر الكبير بدر الحويفي: لو كل ما ثارت عجاجه تحيزمت تهت الطريق وكل عاير صدمته ومهما حصل بسلوب عقلي تحكمت وراي الحكيم المعتدل مالطمته ويقول ايضا: الناس لو حاولت تكسب رضاهم لرضيت لك واحد زعل منك عشرين اما تجاملهم وتتبع هواهم وإلا تجنبهم يقولون مسكين ويقول صالح بن سند الحربي- رحمه الله-: ياما على الجاهل يفوتن الافوات وياما على العاقل تصير البلاوي لا صار ما تخذ امورك سياسات يصير عقلك والهبال امتساوي ويقول الشاعر الوجداني عبد الله بن سبيل- رحمه الله-: لا تأخذ الدنيا خراص وهقوات يقطعك من نقل الصميل البرادي لك شوفةٍ وحده وللناس شوفات ولا وادي سيله تحدر لوادي ويقول محمد بن عبد الله القاضي- رحمه الله-: الصبر محمود العواقب فعاله والعقل اشرف ما تحلت به الحال والصمت به سر سعد من يناله والهذر به شر وشوم وغربال صالح بن عبد الله الزرير التميمي