تركي فهد الفهيد - الأسياح لا شك أن الزمن تغير ومعه تغيرت العادات والتقاليد، وأصبح لكل مناسبة طريقة في استقبالها والإعداد لها، ومن ذلك استقبال العيد السعيد.. فقد كان العيد في الماضي فرصة للتقارب بين الأسر في صورة بسيطة لا يدخلها الإسراف والترف، أما الآن فأصبح العيد فرصة للتباهي والتفاخر في اللباس وغيره من مظاهر الترف.. وحول هذا التغير التقت (الجزيرة) بمربين ومواطنين تحدثوا عن هذا الاختلاف. عيد الماضي والحاضر عن بعض مظاهر العيد بالماضي والحاضر حدثنا الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الرعوجي الفهيد مدير مدرسة قصر عبدالله ويقول: من بعض مظاهر العيد في الماضي انه تتجلى بهجة العيد في أبهى صورة في ربوع مملكتنا الغالية، حيث يستقبل العيد بالفرحة الغامرة النابعة من القلب وتظهر قبله صور التقارب الاجتماعي.. ففي ليلة العيد تجتمع الأسرة في البيت استعداداً ليوم العيد ويقومون بترتيب ما يحتاجونه استعداداً لهذه المناسبة السعيدة ويلبسون الملابس الجديدة في الصباح، وبعد أداء الصلاة في الصباح الباكر يتناولون التهاني ثم يقوم سكان كل حارة بفرش الشوارع أو الساحات المناسبة بالسجاد ثم يجتمع غالب أهل الحي فيها شياباً وشبابا وأطفالا تغمرهم الفرحة والسرور بهذه المناسبة، ومن هذا المكان يقدم أهل كل بيت وجبة طعام يبذلون قصارى جهدهم في تجهيزها ويتفننون في إعدادها ويقدم الطعام للاكل في مكان الاجتماع مع وجوب التنقل من صحن لآخر، حيث يشارك جميع الحاضرين بتذوق معظم الأطعمة المعروضة بهذا المكان. كما يقوم الأهالي قبل العيد بأيام بإعداد مكان عام للاحتفالات يقدمون فيها يوم العيد الفنون الشعبية والعرضة النجدية على دقات الطبول. ومن مظاهر العيد القيام بالرحلات البرية، التي تستمر لعدة أيام تجديداً للنشاط وترويحاً عن النفس، كما يتبادل السكان والأسر الزيارات من أجل التهنئة بهذه المناسبة السعيدة، وفي الماضي كان صغار السن يطرقون أبواب البيوت ليتلقوا العيدية من أهلها، كما يقومون بارتداء أجمل ملابسهم ويمارسون بعض الألعاب النارية المتنوعة.. وكما يقوم الرجال والشباب والأطفال بالاحتفال بهذه المناسبة والاستعداد لها تقوم النساء والفتيات بالاحتفال بالطريقة الخاصة بهن.. وفرحة العيد لا تتغير مع مرور الزمن بالنسبة لجميع المسلمين فهي فرحة أزلية تجدد كل عام ولا تتغير مع مرور الزمن وتنبع من إيمان المسلم بذلك، وما يتغير هو بعض العادات والتقاليد بالنسبة للعيد، حيث نجد أنه في الوقت الحاضر ومع زحمة الحياة والمتغيرات التي طرأت على المجتمعات فقد طرأت بعض التغيرات على هذه العادات والتقاليد بعض الشيء عند بعض الناس ولكن الغالبية ما زالت تحتفظ بها وتجدد كل عام، ونحمد الله على نعمة الإسلام ونهنئ قيادتنا الحكيمة والشعب السعودي بهذا العيد السعيد. تغير المفاهيم من جانبه قال عبدالله صالح المناحي: إن كثيراً من الناس في هذا الزمن قد تغيرت المفاهيم عندهم حيث أصبح همهم الأكبر لبس الجديد وقضاء الأوقات في أشياء قد تكون محرمة أو لا تعود على المرء بالمنفعة والفائدة.. فالناس في الماضي كانوا يستبشرون بقدوم العيد لأجل تجمع الأسر مع بعضها لوجود الصفا فيما بينهم وإزاحة الضغينة عن صدورهم.. أما اليوم فتجد أغلب الأسر قد تفككت بسبب انفتاح الدنيا عليهم وبُعدهم عن رب العالمين وتقليدهم للعادات الغربية وصاروا يقضون إجازاتهم في السفر خارج وداخل البلاد في أيام الأعياد هروباً من الاجتماع الأسري، ونجد اختلافا واسعاً بين أبناء الماضي وأبناء الحاضر. روتين عادي كما تحدث تركي بن فيصل الفهيد عن العيد وكيف يقضيه فأجاب: إن الأعياد من المناسبات السعيدة التي دائماً ما ننتظرها بشغف.. نقابل فيها الأقارب والأحباب ولكن مع توالي السنين أصبح العيد لدينا في الأسياح روتينا لا جديد فيه، لماذا؟ اعتقد ان ذلك لعدم تكثيف النشاطات الشبابية والثقافية والاجتماعية، وأننا نفتقد أيضاً عدم إقامة عروض للألعاب النارية.. قد يكون ذلك السبب الحقيقي وراء هذا الروتين الذي لا جديد فيه مع اهتمامات حكومتنا الرشيدة بهذا المجال.. ولابد من المعنيين بهذا الأمر ايجاد حلول سريعة لهذا الاندثار غير الطبيعي والجمود في ليالي العيد حيث إنه تمر أيام اعياد لا تحس بها في مرورها كأنها أمر عادي خاصة أنه يوجد هناك كوادر وطاقات لو استثمرت لكان هناك أمر آخر. ولابد من وضع حلول سريعة لهذه الحالة خاصة ان محافظة الأسياح تعاني من هذا منذ زمن بعيد، ولابد من ملء أوقات الفراغ لدى أغلبية الشباب في أيام الأعياد. تنافس اقتصادي من جانب آخر قال محمد بن عبدالرحمن القبع: يلاحظ الجميع أن العيد أصبح تنافساً اقتصادياً بين أصحاب المتنزهات.. الكل يحاول كسب فئة من المتنزهين في العيد أكثر لأن هذا الوقت هو مكسبهم من بعض الناس والفئة التي جعلت فرحة العيد في المتنزهات وليست بالزيارات الواجبة علينا خاصة اثناء أيام الأعياد، حيث هؤلاء فضلوا قضاء هذه الفرحة بين المتنزهات التي قتلت الفرحة الحقيقية للعيد وجعلوا أولادهم يلعبون عبر الألعاب المختلفة ولم يحثوهم على تواصلهم مع أهاليهم وأرحامهم وأقاربهم والذي يعتبر الفرحة الكبرى بصلة الأرحام حيث ان أغلب العائلات تحاول سد وقت الأعياد بقضائها بين المتنزهات، واندثرت أيام الأعياد في الماضي البعيد، حيث تحرص العائلات بقضاء تلك الفرحة بين أهاليهم وذويهم وتقريب البعيد فيما بينهم.