ها أنا أقف على قصيدة المتنبي مرددة: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أما لأمر فيك تجديد وها هو حال المتنبي عندما هجا بداليته كافور الاخشيدي، وأصبح عيد المتنبي مضرب الأمثال ونحن نودع رمضان ونستقبل العيد ودعنا شهراً كريماً عزيزاً شهراً مر بسرعة البرق احتفى السعداء ببركاته، تذكر المسلمون الواعون تلك الانتصارات العظيمة التي حققها من الصدر الأول من المسلمين وجعل التاريخ بتلك الانتصارات. وهنا وهناك الحال على حالها فنرى شعوباً من المظلومين يمضون عيدهم مثل المتنبي وأسوأ، وكم من عدوان وظلم وقهر وبغي واستعباد يلفهم، فكيف ترى العيد لأطفال فلسطين الشعب المسلوب الحق والحرية، أم العراق الموجوع الجريح، كيف يمضون عيدهم تحت قصف المدافع وطلقات الرصاص، وفقدان أرواح تسقط، ودماء تلون الأرض عبر، ومشاهد من الوجع الذي لا يفتأ وهو يبث كل يوم عبر مشاهد مروعة! وهل الساحات ستنعم بالمصابيح والزينة، أم أنها سيدوي فيها أصوات العزاء والبكاء والحزن الجاثم على نفوس الناس!؟ من سيزرع البسمة في نفوس هؤلاء الأشقياء، من سيضيء لياليهم الحالكة ويبدد تلك الظلمة، من سيهديهم بالونات وحلوى العيد!؟ أم أن الحزن أصبح زائراً مقيماً محتماً يطوف بوجعه كل عام فيهديهم أوجاعه ويسكن في نفوسهم حتى ينسوا فرحة الشاعرة سوزان عليوان، وهي تحاول ان تصنع حلوى من دقيق روحها للأطفال الجائعين في العالم، وتصنع من كلماتها ومصابيحها هدايا لكل أطفال العالم الخائفين من الظلام في فلسطينوالعراق أو مكان ابتلع السواد نجومه وقلوب أطفاله المضاءة بالدموع.! وسوزان ترى أطفالاً في الوطن ممزقي الثياب وفي أكفهم عصافير ميتة، ينظرون إلى حالمين بأن يكونوا معي، خارج الدمعة وبقعة الدم! طفلة ترسم الوطن المنزوف الدم بألوان قوس قزح وتتهجى حروفه المحترقة بصوت ناصع أسقط الظلام والخوف والحرب من كلماته ليشف ويشفى. ويبقى عيدهم كعيد المتنبي تحت أزيز الحرمان، لهم الله، ودعوة خالصة من قلب صاف كي تنقشع الغمة عن كل الشعوب المقهورة، ويبدل الله أحزانهم أفراحاً بفضله يوم ينتصرون على أعداء الله وأعدائهم. مرفأ: (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله).