عيد الفطر السعيد أحد عيدي المسلمين اللذين اختص بهما الرحمن عباده المؤمنين مكرمة ومنة وفضلاً ليروحوا فيه بعد معاناةٍ ومكابدةٍ مع النفس التي حُرمت الشهوات في نهار رمضان، وحكمة الله بالغة في ذلك فكم من فرح عاشه المسلمون في هذا الشهر الفضيل كيف لا وهو أفضل شهور السنة قاطبة، وكم من انتصارات وفتوحات وبركات تنزلت على المسلمين في رمضان أجل الشهور، وتبقى سيرة الفتوحات والانتصارات الإسلامية نبراسا يضيء لنا ليالي الظلم والاضطهاد الحالكة التي يعيشها مسلمو اليوم إذ تمر الذكرى والحال بما مضى لا جديد فيه وأمر التجديد الذي يطلبه ويتمناه أبو الطيب المتنبي في الدالية الشهيرة التي هجا بها كافوري الاخشيدي حين لم يجد ما ابتغاه من ملك عظيم وولاية راسخة ليصبح عيد المتنبي هذا مضربا للمثل على مر العصور، ومن الممكن ان تنزل عيد اليوم الذي هلّ علينا ببركاته وفتوحاته منزلة عيد المتنبي المظلوم أمام الاخشيدي الظالم، فكم من حيف وجور وعدوان ظالم واقع على المسلمين من دول البغي والاستكبار التي جعلت عيدهم حزنا وأسى وحولت فرحتهم إلى غصة في الحلق اليابس فها هم أطفال فلسطين السليبة والعراق الجريحة لا يتمتعون في هذا العام إلا بعيد كعيد المتنبي فأزيز المدافع وزخات الرصاص وعطور البارود هي المؤنس والضيف المقيم والدماء والأشلاء والجروح العميقة هي المشهد اليومي الذي لا يبارح الدور والساحات والطرق والبكاء والحزن والعويل والتيتم والترمل أصبح قانونا ومنهجا تعيشه الأسر المسلمة الضعيفة على ضفتي دجلة والفرات والرصافة والجسر والضفة والقطاع ورام الله وبيت حانون وباقي مقتطعات الدولة الفلسطينية الغائبة والعراق تجلس على برميل بارود مهيأ للانفجار ليهدي الشعب العراقي البائس الموت والخراب. فلكم الله يا أطفال العرب وأنتم تكابدون المشاق وتعايشون المخاوف بينما غيركم يتمتع بالحلوى وملذات الدنيا الفانية. [email protected] الرياض 11333 ص.ب 340184