بسم الله الرحمن الرحيم الآن وقع الفأس بالرأس: كنت ممن حذر من دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع طلاب التعليم العام في المراحل الابتدائية لتوقع سوء نتائجها وها هي باءت بوادر فشل الدمج وأي دمج لا يسبقه تخطيط دقيق ودراسة وافية مع وضع مختلف الاعتبارات والظروف والزمان والمكان بالحسبان فمآله الفشل ولا شك، والارتجال في بعض الأمور وتقليد الآخرين مجر تقليد دون الأخذ بالحسبان الفوارق الطبيعية والاجتماعية والسياسية والدينية. فبتاريخ 16-2-1425ه نشرت جريدة الجزيرة في صفحة عزيزتي موضوعا بعنوان حول الدمج زيارتي للمدرسة كشفت مدى الضرر الذي يصيب الفئتين بقلم الأخ محمد عبدالكريم الدوسري أشار فيه إلى إساءة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة ممن لديهم مشكلات ذهنية مع طلاب التعليم العام في المراحل الابتدائية وقد أيدته فيما ذهب إليه بحكم ما مر علي من مثل هذا وعانيت منه وأنا طالب وعانيت منه وأنا مدرس وعانيت منه ولا أزال أعاني منه وأنا أب وذلك بنفس الصفحة يوم الثلاثاء الموافق 10-6-1425ه وقد أكدت على أن الأمر لا يصلح ولن ينجح لأمور أعلمها كما يعلمها الكثير من أصحاب التجارب غير أن الأستاذ المربي سعيد بن محمد الزهراني المشرف التربوي للتربية الخاصة عقب على ما كتبته مستهجناً رأيي وبأسلوب يدل على عدم الرضى ملمحاً إلى أن التربويين لا يمكن أن يكون تصرفهم محلاً للنقاش أو موقعاً للخطأ فرددت عليه بما يجب بنفس الصفحة أيضاً ليوم الجمعة 18-7 الآن وبعد أسابيع من دمج عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن لديهم مشكلات ذهنية مع إخوانهم الأصحاء في عدد من المدارس الابتدائية يبدو أن التجربة فشلت أو في بداية فشلها ولن تنجح بهذه الطريقة وبتلك العجلة ومنذ أيام قليلة نشرت جريدة الرياض ما عنوانه (أهالي طالبات معهد التربية الفكرية يؤكدون تراجع مستوى بناتهم) بعد قرار الدمج بالمدارس الحكومية وجاء في الخبر تلك العبارة: اكتظت غرفة الإدارة بمعهد التربية الفكرية الأسبوعين الماضيين بعدد من أمهات الطالبات كن يطلبن فيه من إدارة المعهد أن تستثني بناتهن من هذا القرار وان يستمر تلقيهن التعليم في المعهد خصوصاً وان الطالبات يحرزن في المعهد تقدماً ملحوظاً في سلوكياتهن واكتسبن مهارات حركية وحسية جيدة ولتعلقهن الشديد بمعلماتهن. وأجزم أن هناك الكثير من الأمهات والآباء غير راضيات ولا راضين عن الدمج مما ينبئ عن فشله وهو ما توقعناه مسبقاً وسيفشل لأمور سبق أن أوضحتها في مقالي السابقين، بالنسبة لتلك الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة هذا من جانب ومن جانب آخر فقد أكدت رئيسة قسم التربية الخاصة في إدارة تعليم البنات بمنطقة الرياض ندى بنت صالح الرميح في مؤتمر صحفي أن متعددي الإعاقة هم الفئة التي يصعب دمجها في المدارس العادية نظراً لاحتياجاتهم إلى خدمات خاصة جداً وهذا ما كنا نتحدث عنه وعن عدم إمكانية نجاحه ومن أجل ذلك أذكّر الدكتور الزهراني بأن المغامرة في مثل هذه الحالة ستقود إلى فشل ذريع قد تؤاخذ عليه الجهات المسؤولة وهذا الذي لا نريده وأهيب بأخي الزهراني المشرف التربوي بالتروي في مثل هذه الأمور لأن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة وتأجيل دمج تلك الفئة ريثما يحين الوقت المناسب وقد لا ينجح الدمج في المراحل الابتدائية ولا حتى المتوسطة وربما في المراحل الثانوية أو الجامعية وللبعض وليس للكل ومع فئات اصطلح على تسمية أصحابها بذوي الاحتياجات الخاصة وحقيقة ليسوا من تلك الفئة كمشلول الأرجل والأعمى والأصم والأبكم والأعرج وما يماثلهم وقد رأينا نجاحاً من دمج هذا النوع في المراحل الجامعية وهو ما تحدثت عنه عميدة كلية التربية للاقتصاد المنزلي في جريدة الرياض يوم الأربعاء 6-9 عن نجاح دمج 12 فتاة من معهد الأمل بقسمي التربية الفنية والسكن وإدارة المنزل في تلك الكلية والعهدة على الراوية وأرى ألا تكفى شهادتها ولا بد من تأييد ذلك من قبل أولياء الأمور.. أسأل الله التوفيق للجميع. صالح العبدالرحمن التويجري