في مثل هذا اليوم من عام 1917 أصدر وزير المستعمرات البريطاني جيمس أرثر بلفور وعده الشهير لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين ليخط بذلك أول سطر في مأساة الشعب الفلسطيني التي مازال يعاني منها حتى الآن. ولدت فكرة هذا الوعد سنة 1908 عندما طرح وزير البريطاني اليهودي الصهيوني هربرت صموئيل مذكرة اقترح فيها تأسيس دولة يهودية في فلسطين تحت إشراف بريطانيا موضحا الفوائد الاستعمارية التي ستجنيها بريطانيا من قيام هذه الدولة في قلب العالم العربي والقريبة من قناة السويس. وافق العديد من سياسيي بريطانيا على هذه المذكرة أمثال لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا... وبذلك تكون التقت المصالح البريطانية والصهيونية في قيام هذه الدولة. وبدأت المباحثات في شكلها الرسمي بين الحكومة البريطانية والزعماء الصهيونيين في فبراير 1917 وبعد عدة جلسات واقتراحات صدر وعد بلفور بالنص الذي أرسله جيمس آرثر بلفور، وزير خارجية بريطانيا إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء اليهود الصهاينة، وتضمنت الرسالة وعد من جلالة الملك بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. ويعتبر وعد بلفور من اغرب الوثائق الدولية في التاريخ إذ منحت بموجبها دولة استعمارية (بريطانيا) أرضا لا تملكها (فلسطين) إلى جماعة لا تستحقها ( اليهود) ولا بد من الإشارة إلى أن هذا التصريح قد وافقت عليه وفرنسا وإيطاليا عام 1918 وفي عام 1919 أعلنت أمريكا موافقتها الرسمية ثم تبعتها اليابان. في 24 تموز 1922 صدرت وثيقة صك الانتداب البريطاني على فلسطين عن عصبة الأمم وتضمنت مقدمة الصك نص تصريح بلفور ومصادقة عصبة الأمم على انتداب بريطانية لفلسطين... وفي مواد النص العديد من الدعوات لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ولقد اعتبر الصهاينة النص بمثابة مصادقة دولية على وعد بلفور، ذلك أن الوعد كان بريطانيا أما الصك فكان دوليا.