رغم ارتفاع تكاليف الدعاية الانتخابية الأمريكية التي بلغت أربعة مليارات دولار اجتاحت حرب الإعلانات السياسية لمرشحي الرئاسة الساحة السياسية والإعلامية مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية المقرر إجراوها يوم الثلاثاء المقبل. ولم تقتصر الإعلانات السياسية على شبكات التليفزيون فقط، بل تعدتها إلى كافة الوسائل الإعلامية الأخرى والملصقات والبريد الإلكتروني ونجوم هوليوود بهدف جذب الناخبين وحثّهم على التصويت لصالح المتنافسين في الانتخابات الرئاسية. فعلى سبيل المثال تضمنت حملة الرئيس بوش الانتخابية رعاية أحد البرامج الإذاعية الخاصة بالحالة المرورية في سبع ولايات أمريكية وفي مقدمته أعلن المذيع أن تقرير الحالة المرورية تم برعاية بوش - تشيني تليها عبارة أن كيري يرى أن الحرب على الإرهاب شيء مزعج مثل القمار. ويرى خبراء استراتيجيون أمريكيون أن الاتصال المباشر والشخصي يلعب دوراً كبيراً في الدعاية الانتخابية الأمريكية مع اقتراب موعدها. وقالت المحللة ليز سيدوتي: إن فترة الدعاية الانتخابية عبر وسائل الإعلام الجماهيرية كالتلفزيون والإذاعة قد ولت حالياً وأن مرشحي الرئاسة يدركون جيداً أن الدعاية خلال الأيام القليلة القادمة ينبغي أن تركز على طابع الاتصالات الشخصية المباشرة لإقناع الناخبين للتصويت لصالحهم. ويرى الخبير الاستراتيجي ايفان تريسي أن التليفزيون يعتبر أهم وأفضل الوسائل الإعلانية جاذبية للمرشحين والناخبين نظراً لقدرته على الوصول إلى ملايين المشاهدين والرسائل الإعلامية ذات التقنية والاستمالات العالية. وأشار إلى أن المرشحين الديموقراطي والجمهوري عرضا إعلانات انتخابية الأسبوع الحالي بإجمالي تكلفة 45 مليون دولار موضحاً أن إجمالي تكاليف الحملات الإعلانية التليفزيونية للحزبين الجمهوري والديموقراطي حتى يوم الانتخابات الثلاثاء المقبل سوف تصل إلى حوالي 500 مليون دولار. وتشير الإحصائيات إلى أن تكاليف الدعاية الانتخابية للحزبين الديموقراطي والجمهوري سوف تسجل ارتفاعاً قياسياً، حيث من المتوقع أن تصل إلى أربعة مليارات دولار ب(زيادة 30 في المائة عن تكاليف حملات المرشحين في انتخابات عام 2000). وقال المحلل الاقتصادي لاري نوبل: إن الزيادة في ميزانيات الحملات الانتخابية ترجع إلى ارتفاع معدل المساهمات المالية للأفراد والحزبين الجمهوري والديموقراطي للمرشحين في الانتخابات القادمة. وضمت قائمة الممولين لحملة السيناتور كيري الانتخابية رئيس بنك أوف أمريكا شارلز جيفورد وأوجست بوش رئيس شركة (انسير بوش) وبيتر تشرنين الرجل الثاني في مؤسسة نيوز كوربوريشن التابعة لامبراطورية روبرت مردوخ الإعلامية وجيف بورتمون مؤسس شركة كوستكو هولسيل والملياردير جورج سورس وغيرهم من رجال الأعمال الذين أيدوا الرئيس بوش في انتخابات عام 2000. ويرى المحلل فإن أوكين أن جون كيري لا يبدو غريباً عن أوساط رجال الأعمال الأمريكيين نظراً لثراء أسرته التي تصل إلى مليار دولار. وأوضح المحلل السياسي الأمريكي شارلز لويس أن السيناتور كيري جمع 30 مليون دولار من رجال الأعمال والأثرياء ولا سيما شركات التمويل والاتصالات لتمويل حملاته الانتخابية منذ عام 1995وأشار إلى أن حوالي 99 في المائة من رجال الأعمال الأمريكيين يعتقدون أنهم سوف يدفعون ضرائب أقل حال نجاح السيناتور كيري ونائبه جون إدوارد في السباق الانتخابي المتوقع حسمه في نوفمبر القادم.