لم يسلم الفلسطينيون حتى في قبورهم، وهم جثث هامدة، أو حتى عظام نخرة، لم يسلموا من بطش اليهود، ويبدو أن سياسة الاعتداءات على المقابر الإسلامية في فلسطين، لم تعد ظاهرة فردية البتة، بل سياسة تنتهجها الجهات الرسمية في دولة الاحتلال الإسرائيلي.. الجزيرة تكشف اليوم عن سوء خلق للجيش الإسرائيلي، الغارق في وحل قطاع غزة، والذي أهلك الحرث والنسل في مدينة خان يونس، بعد نجاح المقاومة الفلسطينية في قتل ثلاثة من جنوده، حيث قتل الاحتلال خلال اليومين الماضيين، أكثر 19 فلسطينيا، وأصاب حوالي ثمانين آخرين بنيران وقذائف وصواريخ محرمة دوليا.. قوات الاحتلال الإسرائيلي الهمجي اقترفت جريمة بحق الشهداء الفلسطينيين، قبيل انسحابها، صباح يوم (أمس) الثلاثاء، الموافق 26-10-2004م من مدينة خان يونس، حيث أقدمت على نبش قبري الشهيدين (سالم ويوسف شهوان) من عناصر كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس.. وبحسب مصادر الجزيرة فإن قوات الاحتلال اقدمت، ايضا، على تدمير مقبرة تعود لعائلة الشاعر وتضم حوالى 60 قبرا..!! وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد احتلت مقبرة الشهداء في مدينة خان يونس بالكامل، مانعة أهالي المدينة من مواراة جثامين 15 شهيدا الثرى، وبحسب مصادر الجزيرة فإن قوات الإرهاب الصهيوني منعت بعد يوم (أمس) الاثنين دفن جثامين 15 شهيداً من ضحايا المجزرة الإسرائيلية غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة. وقد احتلت القوات المعتدية المقبرة بالكامل، المتواجدة بجوار الحي النمساوي، غرب المدينة واعتدت على حرمة المقبرة وجرفت بعض القبور، مما حال دون دفن الجثامين الموضوعة في ثلاجات حفظ الموتى، والمسجاة في مسجد مشفى ناصر بالمدينة. وكان رجل الأمن الفلسطيني أشرف دحلان قريب محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في السلطة الفلسطينية، قد أكد للجزيرة أن عمليات دفن جثامين الشهداء والموتى، في مقبرة خان يونس، المتاخمة لمستوطنة نفيه ديكاليم اليهودية غربي المدينة، لا تتم إلا بالتنسيق الأمني مع الإسرائيليين، مشيرا إلى أن أكثر من عشرة فلسطينيين في المدينة سقطوا شهداء على قبور الشهداء في المقبرة، وهم يشيعون شهداء المدينة، كان آخرهم الشاب أحمد دياب الحداد (21 عاماً) الذي أصيب بعيارٍ ناريّ في الصدر، قضى شهيدا يوم الجمعة، الموافق 22-10-2004م، على قبر الشهيد، الأستاذ اياد محمد إسماعيل السر (30 عاما).. وفي لقاء خاص مع الجزيرة، أكد محافظ مدينة خان يونس، حسني زعرب أن قوات الاحتلال الصهيوني، قتلت وبدم بارد أكثر من 320 فلسطينيا من أبناء مدينته، وأصابت برصاصها وشظايا قذائفها وصواريخها أكثر من 3700 جريحاً سقطوا منذ بداية الانتفاضة وحتى وقت قريب، في حين هدمت قوات الاحتلال أكثر من 4300 منزل منها 650 هدّمت بشكلٍ كليّ.. وأشار محافظ المدينة أن خسائر خان يونس خلال مرور أربعة سنوات على الانتفاضة في جميع المجالات الاقتصادية والزراعية والتجارية بالإضافة إلى البطالة زادت عن 500 مليون دولار. وقال زعرب للجزيرة: إن مدينة خان يونس محاصرة من جميع الجهات بقوات الاحتلال ومستعمراته من جهاتها الأربعة، فعندما تغلق الطريق الوحيدة المؤدّية إلى محافظات الوسطي والشمال؛ تصبح المدينة في سجن كبير لا يستطيع أحد الخروج منها.