أنهى اتحاد الصحفيين العرب أعمال مؤتمره العام العاشر بالقاهرة أمس وسط حضور 19 نقابة من مختلف الدول العربية من بينهم هيئة الصحفيين السعوديين ممثلة في رئيس الهيئة تركي السديرى وخالد المالك نائب الرئيس وأصدر المؤتمر العديد من التوصيات الهامة في ختام أعمال لجانه الخمس وهي لجنة العلاقات الخارجية والشئون الدولية برئاسة الدكتور صابر فلحوط , ولجنة الحريات الصحفية برئاسة ملحم كرم , ولجنة النظام الأساسي برئاسة محبوب علي , واللجنة المهنية برئاسة عبد الله البقالى , ولجنة فلسطين برئاسة نعيم الطوباسي. وأكدت التوصيات على دعم مسيرة العمل الصحفي والدفاع عن الصحافة والصحفيين في الأوطان العربية ووافق المؤتمر بالإجماع علي تقرير نشاط الاتحاد خلال السنوات الأربع الماضية , الذي قدمه صلاح الدين حافظ , الأمين العام للاتحاد كما وافق المؤتمر بالإجماع علي التقرير المالى للاتحاد الذي قدمه حاتم زكريا , الذي تضمن بالأرقام موارد الاتحاد ومصروفاته والاقتراحات بدعم موارد الاتحاد , ودفع اشتراكات النقابات المتأخرة عن سدادها ودعمها لنقابة فلسطين , إلى جانب دعم النقابات في الصومال وموريتانيا ودعم أنشطة تدريب الصحفيين الشبان , ومتابعة تطورات الصحافة بالعراق والجزائر , وأوصى المؤتمر بضرورة وضع استراتيجية لمقاومة التطبيع , ووضع برامج تنفيذية علي النطاق القومي والقطري العربي , لتحقيق هذا الهدف والتواصل مع منظمات المجتمع المدني , والتنسيق والوصول لبرامج مشتركة , واتخاذ قرارات واضحة حول رفض التطبيع في الفضائيات العربية , والعمل علي توحيد المصطلحات الإعلامية في قاموس الصراع العربي الإسرائيلي . كما أوصى بضرورة أن يكون هناك ميثاق شرف للصحافة الفلسطينية والعربية , والتركيز علي المعلومات الصحيحة والدقيقة وإقامة شبكة فلسطينية للإعلام علي الإنترنت , وتوفير قراءة فلسطينية لمجريات الصراع العربي الإسرائيلي باللغة الإنجليزية, وإنشاء أرشيف عربي لتطورات القضية الفلسطينية , ودعم إنشاء مركز تدريب للصحفيين الفلسطينيين ودعم نقابة الصحفيين الفلسطينيين ماديا لمساندة موقعها في الدفاع عن الصحفيين والارتقاء بمستوي المهنة ودعم الحريات. وأكد المؤتمر في توصياته على ضرورة توفير الحماية القانونية للصحفيين العرب الذين يتعرضون للانتهاكات والملاحقات أمام المحاكم , لتمكينهم من استعادة حقوقهم المنتهكة أو الدفاع عن أنفسهم أمام المراجع المختصة . وأنه قد حان الوقت لسن قوانين تضمن حق ووصول الصحفي إلى المعلومات , دون اعتبار ذلك منة أو تسامحا من الحكومات , علي أن تتضمن هذه القوانين المواثيق الدولية لحقوق الإنسان , مع ضرورة إلزام المؤسسات الوطنية بتقديم المعلومات للصحفي . كما وافق المؤتمر على توصيات لجنة الحريات التى تدعو إلى تأليف لجنة تزور إقليم دارفور السوداني , لتقف بنفسها علي الوضع هناك وعلي الجهود المبذولة لمعالجة مشكلاته , تمهيدا لمواجهة الحملات الإعلامية الغربية والإجراءات الجارية في مجلس الأمن ضد دولة السودان , حيث ناشدت اللجنة الإعلام العربي المكتوب والمسموع والمرئي التعاطي مع هذه المشكلة وفق المصلحة العربية العليا , وبعيدا عن التحريض المتواصل علي سلامة السودان وأمنه . وأكد المؤتمر على أن حرية الصحافة هي جزء لا يتجزأ من حرية المجتمع المدني , الذي تجري اليوم محاولات جادة لتحقيق الإصلاح السياسي فيه , وهو إصلاح فائدته تشمل كل مرافق الحياة في بلادنا بما فيها حرية الصحافة . وأدان المؤتمر التحريض الأمريكي ضد وسائل الإعلام العربية , ومحاولة تصنيف الولاياتالمتحدة لوسائل الإعلام بما يتفق مع مصالحها وخدمة الأهداف الصهيونية كما أدان استمرار الاحتلال الأمريكي للعراق , داعيا إلى رحيل الاحتلال فورا , وإجراء انتخابات حرة في العراق , مؤكدا أهمية الحفاظ علي عروبة العراق , واستمراره عمقا قوميا لأمته العربية , مع احترام التعددية في إطار الوحدة الوطنية والترابية للعراق , وأيد المقاومة ضد الاحتلال مع إدانة المجازر وعمليات القتل والإبادة الفردية والجماعية التي يتعرض لها الشعب العراقي علي أيدي قوات الاحتلال وكذلك الاعتداء علي الآثار والبيئة العراقية . وتأييد موقف لبنان الرافض لتوطين الفلسطينيين , والداعي إلي تفعيل القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن حول اللانسحاب من الأراضي اللبنانية خصوصا مزارع شبعا , ودعا اللبنانيين إلي التماسك والوحدة الوطنية . ورفض المؤتمر قانون محاسبة سوريا الصادر عن الكونجرس الأمريكي ومحاولات دفع سوريا إلي قبول حل غير عادل في الصراع العربي الإسرائيلي . وأكدت ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجولان السوري . وحول السودان دعا المؤتمر إلي توحيد الصف الوطني السوداني في مواجهة الأخطار , ودعم الجهود الرامية إلي إحلال السلام في دارفور والجنوب السوداني . وطالب اتحاد الصحفيين بإدانة جميع أشكال الإرهاب خصوصا إرهاب الدولة , والتفريق بين الإرهاب المدان وبين نضال الشعوب من أجل حريتها .. وتبنى المؤتمر الدعوه إلى تأليف لجنة مختصة لوضع نموذج قانوني موحد للإعلام العربي ( المكتوب والمرئي والمسموع ), ليحل محل القوانين المعمول بها حالياً في الدول العربية , علي أن يتضمن هذا المشروع تعريفا واضحا للصحفي والوسيلة الصحفية وغير ذلك مما يتصل بالحريات الصحفية والإعلامية. وطالب المؤتمر الحكومات العربية بوقف كل شكل من أشكال انتهاك الحريات العامة وأخطرها حرية إصدار الصحف وأمن الصحفي , والعقوبات التي لاتزال مفروضة عليه في غير بلد عربي , برغم ما يقدمه من تضحيات وجهود من أجل تقدم وطنه واستقرار مجتمعه , كما دعا إلى بذل جهود حثيثة لرفع المستوي الاجتماعي للعاملين في الصحافة عن طريق زيادة رواتبهم .