شنّ فجر أمس الاثنين غارتان جويتان على مواقع يعتقد أنها لمقاتلين في الفلوجة غرب بغداد أدتا حسبما ذكر مستشفى المدينة إلى سقوط 11 قتيلاً، وزعم بيان عسكري أمريكي أن الغارة الأولى استهدفت حوالي الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي (22:00تغ) مبنى كان حوالي 25 عضواً في قوات معادية للعراق يعالجون أسلحة في محيط الفلوجة. وأضاف البيان أن معلومات استخباراتية أكدت أن هؤلاء المسلحين يستخدمون هذا الموقع لاخفاء أسلحة والتدرب من أجل زعزعة جهود قوات الأمن العراقية ومضايقة السكان المحليين. وتابع أن هؤلاء المقاتلين الذين استهدفوا على علاقة بشبكة الأردني أبو مصعب الزرقاوي. وقال بيان آخر: إن القوات المتعددة الجنسيات استهدفت من جديد في الساعة 3:26 (00:26 تغ) أعضاء في شبكة الزرقاوي في وسط الفلوجة، وزعم البيان أن قادة في مجموعة الزرقاوي كانوا مجتمعين في المكان عند وقوع الغارة للتخطيط لهجمات ضد مدنيين وقوات الأمن العراقية وكذلك القوات المتعددة الجنسيات. وأوضح عادل خميس الطبيب في المستشفى العام في الفلوجة أن هذه الغارة الثانية أدت إلى سقوط 11 قتيلاً بينهم ثلاث نساء وطفلان و14 جريحاً، وذكر مراسل لوكالة فرانس برس أن منزلين في شارعي الجمهورية والشهداء في وسط الفلوجة أصيبا في الغارة الثانية. وأوضح أن سبعة أشخاص قتلوا في المنزل الأول واثنين آخرين في المنزل الثاني. وقال الجيش الأمريكي: إن القوات المتعددة الجنسيات شنت غارات الشهر الماضي على شبكة أبو مصعب الزرقاوي، موضحاً أن كل عملية سمحت بإزالة مقاتلين أجانب من شوارع الفلوجة وتعزيز أمن العراق. في هذه الأثناء قال رئيس وفد الفلوجة للتفاوض مع الحكومة العراقية المؤقتة والقوات الأمريكية الشيخ خالد الجميلي أمس الاثنين: إن أطراف التفاوض وقعوا الليلة قبل الماضية على ورقة تقضي بإيقاف القتال في مدينة الفلوجة وانسحاب القوات الأمريكية من جميع أطراف المدينة. وأضاف الجميلي في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أن هذا الاتفاق جاء بعد خمسة أيام من التفاوض مع الرئيس العراقي غازي الياور ونائب رئيس الوزراء للشؤون الأمنية برهم صالح ووزير الدفاع حازم الشعلان وقادة كبار في الجيش الأمريكي. وأوضح رئيس وفد الفلوجة أن ورقة الاتفاق التي جرى التوصل إليها تضمنت الاتفاق على هدنة لإيقاف القتال تبدأ من صباح أمس لمدة ثلاثة أيام وانسحاب الجيش الأمريكي من جميع مداخل المدينة والعودة إلى ثكناته ورفع نقطة التفتيش الأمريكية التي يقيمها الجيش الأمريكي عند المدخل الشرقي للمدينة. وقال كما اشتمل الاتفاق على إنهاء مظاهر التسلح ودخول الجيش العراقي إلى الفلوجة برئاسة اللواء الركن عبد الله حمد وايل وهو من أهالي الفلوجة وسبق له أن تولى قيادة جيش الفلوجة قبل أن يحل من جانب وزارة الدفاع وأن يتمركز الجيش العراقي على أطراف المدينة الخارجية فيما تتولى الشرطة بسط الأمن في الداخل. وأضاف الجميلي أن الاتفاق قضى كذلك بسحب الأسلحة الثقيلة من الفلوجة وإعلان عفو عام في المدينة وتعويض المتضررين من جراء القصف الأمريكي للأحياء والمنازل والمحال التجارية. وسبق لوفد أهالي الفلوجة أن أجرى مفاوضات قبل شهرين مع الحكومة العراقية المؤقتة تم التوصل خلالها إلى نقاط مشابهة لما تم التوصل إليه ليلة أمس لكنها لم تنفذ فتجدد القتال في أحياء المدينة. على صعيد متصل حذّر تحالف لعشر مجموعات مقاومة الحكومة العراقية المؤقتة من أنها ستهاجم البنى التحتية في البلاد ولا سيما منها البنى التحتية النفطية إذا لم ينسحب الجيش الأمريكي من بعض المدن، كما جاء في بيان نشر على موقع في شبكة الإنترنت أمس. وينص بيان المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم (القيادة الموحدة للمجاهدين) على أن تغادر القوات الأمريكية الفلوجة وسامراء (غرب وشمال بغداد) والمدن الشيعية كالنجف (جنوب) ومدينة الصدر (شمال شرق بغداد)، خلال فترة أقصاها يوم السبت المقبل. ويسمي البيان أيضاً مدن اللطيفية في جنوببغداد وتلعفر (شمال العراق) وقرية سعدة القريبة من الحدود السورية- العراقية. وجاء في البيان المؤرخ في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر في حالة عدم تنفيذ ذلك سنقوم بضرب المصالح الأمريكية في كافة أنحاء القطر. وهددت المجموعة أيضاً بتدمير خطوط أنابيب تصدير النفط والغاز في كل المحافظات، وتدمير خطوط السكك الحديد وقطع الحدود مع الأردن وتركيا وسوريا ومنع دخول البضائع من وإلى العراق ما عدا ما يخص المواد الغذائية التي لها علاقة بالبطاقة التموينية. وأضاف البيان أن هذه المطالب قد رفعت إلى الحكومة العراقية المؤقتة.
