يعقد هذه الأيام الملتقى الأول للمثقفين السعوديين حيث سيتم مناقشة العديد من القضايا الثقافية والأدبية في المملكة، وستكون هذه المناسبة حافلة بالعديد من الاقتراحات التي ستتعلق بالهم الثقافي، ولأن المرأة جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة المعرفية ستكون هناك بحوث ودراسات مقدمة من المتخصصات في بعض المجالات الثقافية. استطاعت المرأة المثقفة والمبدعة أن تتجاوز قيود التأخير الاجتماعي فخرجت إلى آفاق الكتابة والإبداع والمشاركة في العديد من القضايا الفكرية الملحة. لكن هذا النشاط جاء منفصلاً عن أداء حراك اجتماعي ثقافي، ربما يعود الى ثقافة المجتمع الاقصائية، إلا ان ذلك لم يحد من مطالب المرأة بإيجاد دور لها، إذ ترى أن المؤتمر الثقافي سيكون بمثابة المصباح السحري الذي يحقق لها كثيراً مما تطمح إليه.. (الجزيرة) التقت بعدد من المثقفات والمبدعات وألقت الضوء على تطلعاتهن وماذا يردن من هذا المؤتمر الثقافي. د. أميرة كاشغري (أكاديمية وكاتبة) تطمح إلى أشياء كثيرة منها: إيجاد إستراتيجية ثقافية تنبع من أهداف واضحة خاصة فيما يتعلق بتفعيل دور المرأة الثقافي في المجتمع، وهذه الأهداف يجب ان تواكبها معايير محددة يمكن قياسها وقياس مدى ما حققته من أهداف. وتذكر ان تفعيل دور المرأة يكون بزيادة مشاركتها في الندوات والملتقيات الثقافية سواء بالحضور أو تقديم للابداع، داخل المملكة أو خارجها. وقد طالبت بالاهتمام بنسبة نتاج المرأة الثقافي والفكري(رواية - او قصة - او مقالة أو ترجمة او مسرحية... الخ) وفي الختام تتمنى ان يواكب المؤتمر تغطية اعلامية ايجابية لمشاركة المرأة. أ - عائشة جلال الدين (شاعرة) بانفعال تذكر ان المرأة قد يكون لها حضور في مجالها الوظيفي، أما في مجال الابداع فهي تعاني من تعتيم فظيع سواء على الصعيد الخارجي أو المحلي فإذا وجد لها دور لا يتعدى تسليط ضوء بسيط عليها يتمثل في محاولات إعلامية فورية من خلال لقاءات او مسابقات هامشية أو نشر عمل إبداعي. وترى ان المؤتمر الثقافي فرصة ثمينة لجمع المثقفات من خلال حصرهن وتوجيه الدعوات لهن وتبادل الآراء والأفكار.وقد طالبت بافساح المجال لصوت المثقفة والمبدعة والتعريف بها وبانتاجها الابداعي. ثم تختتم بأن اي مؤتمر لابد ان يخرج بمقترحات وتوصيات, فإذا تم سبك ذلك جيداً سيكون لهذا المؤتمر صداه على المدى البعيد. أ - الأستاذة الإعلامية دلال عزيز ضياء تطالب بتفعيل دور المثقف وإعادة صياغة الفكر الشاب. تريد ثقافة مبنية على التسامح والمساواة وحب الغير وتقلب الرأي الآخر، وتذكر ان هناك قلة تعمل على اقصاء المرأة وتحجيم دورها، لكن في المقابل هناك من يعترف بالمرأة كعقل وفكر له دوره الايجابي في المجتمع. اما بالنسبة للاقصاء ليس بهذا التصور.. فكلما اعطت المبدعة والمثقفة ستجد صدى لهذا العطاء. وقد طالبت المثقفة والمبدعة ان تنفض عنها غبار الشعور بالدونية واقصاء المجتمع لها لأن الدولة لا تتبنى هذه السياسة الاقصائية. وتطمح في هذا المؤتمر عدم هيمنة شرائع معينة تتبنى إقصاء كل ما يتعارض مع فكرها على اجواء المؤتمر وعدم التزام الصوت المبدع للصمت خوفاً من اي شيء، ولابد من انتهاز هذا المؤتمر وتفعيله بايجابية للرقي والسمو وتحقيق الأمن الفكري. أ. سلوان الشريف (شاعرة) تقول: مؤلم حقاً ان يكون لنا انتشار خارج نطاقنا، لأن المرأة تخضع لنسق اجتماعي اخرق.. ثم تتساءل بمرارة: ما دور المرأة في المؤسسات والفعاليات الثقافية؟ الجمعيات والنوادي ماذا قدمت؟.. بالطبع لا شيء!! ثم تواصل تساؤلاتها من هم القائمون على هذا المؤتمر؟ وفي قنوط ترى ان الأمل في تحقيق دور إيجابي يكاد يكون مفقوداًً.. كلام في كلام.. وسنبقى كما نحن.. ولن يسمح للمرأة إلا بأصداء ضئيلة. ثم تواصل: أرجو ألا نخرج من هذا المؤتمر بحصيلة لا نحسد عليها من الاتهامات والاقصاءات المقيتة.
