كم من الجرائم ترتكب باسم الإسلام في العراق..؟!! كل من أراد إخفاء عنوانه وعمله الإرهابي يختفي خلف الإسلام. يذبحون الأبرياء، ويخنقون الأصوات التي تتحدث عن مأساة العراقيين، ويكسرون الأقلام التي تنقل ما يعانيه شعب اختطفه الاحتلال، ويحاصره الإرهاب.. وكل هذا باسم الإسلام..!! لا فرق بين الإرهابيين وجنود الاحتلال، كل يسعى لخنق صوت الحقيقة، ومنع وصولها للناس فيقتلون الصحفيين، رسل الحقيقة في العصر الحاضر. يوم الجمعة الماضي قام من تخفوا خلف اسم الجيش الإسلامي بقتل الصحفي الإيطالي انزو بالدوني، ليرتفع عدد الصحفيين الذين قتلوا في العراق إلى واحد وخمسين صحفياً خلال السبعة عشر شهراً من الحرب التي يشهدها هذا البلد الذي يعاني من هيمنة الأجانب، سواء كانوا جنوداً للاحتلال او إرهابيين دوليين أو مرتزقة جاؤوا يتكسبون على حساب أرواح العراقيين. واحد وخمسون صحفياً ذهبوا ضحية البحث عن الخبر، عن السبق الصحفي، عن نقل الحقيقة في العراق ليعرف العالم ما يجري في تلك البلاد، ومن لا يريد أن يعرف الآخرين جرائمه وأعماله يسعى إلى قتل الصحفيين حتى لا تظهر الحقيقة ويعرفها العالم. الإرهابيون على مختلف مللهم وهوياتهم وتنظيماتهم الوهمية والحقيقية قتلوا الصحفيين، وإن تخفّوا خلف الإسلام، فإنهم معروفون ومصنفون كإرهابيين دوليين.. والإسلام دين السماحة بريء منهم. جيش الاحتلال أيضا استهدفوا وقتلوا صحفيين عراقيين وغير عراقيين، فبالإضافة إلى صحفيي الوطن تضرجت أرض العراق بدماء ست عشرة دولة. أيضاً عصابات الارتزاق الدولية تلطخت أيادي عناصرهم الإجرامية بدماء الصحفيين، فهؤلاء أيضا لا يريدون أن تنشر وتكتشف جرائمهم، ومن غير الصحفيين يعمل على فضح المجرمين.؟ قدر الصحفيين أن يكونوا شموعاً لإنارة الطريق للآخرين، وهم إن ذهبوا ضحايا تغييب الحقيقة في العراق، فإنهم ليسوا بطارئين على تقديم الضحايا، ففي حرب فيتنام قدم الصحفيون ثلاثة وستين صحفياً حتى تعرت الحقيقة ليقف العالم جميعاً، ويهب المجتمع الأمريكي ليوقف حرب الأمريكيين في فيتنام. واليوم ورغم أن رقم الضحايا يرتفع قياساً بعدد السنين، فالذين قتلوا في فيتنام وفي 21 عاما 61 وفي 17 شهرا سقط في العراق 51 ضحية، وقبلهم سقط في الجزائر 58 صحفياً، إلا أن ضحايا فيتنام من الصحفيين أوقفت تقاريرهم الحرب، وضحايا الجزائر أجبرت الفرنسيين على نبذ الحرب.. فمتى يرضخ مؤججو الحرب من تجار الحروب والإرهابيين ويوقفون الحرب في العراق؟؟