مع أن الجميع وأقصد المواطنين والذين تخصهم مقالتي هذه سيقولون لي بعد قراءتها (مقالتك هذه جاءت متأخرة) لأن الإجازة انتهت.. ونحن في السعودية تنتهي إجازتنا في عطلة الصيف والتي تبدأ بعطلة المدارس وتنتهي بعودة الطلاب إلى مدارسهم (وسياحتنا) مرتبطة بإجازتنا.. وقد انتهت الإجازة.. وانتهت (نقودنا) والتي عادة نصرفها في دول متعددة مثل لبنان ومصر والأردن وسوريا والخليج وبالطبع أوروبا وأمريكا. إذاً.. القراء ينظرون الآن إلى أي مقالة تُنشر عن قريب أو بعيد عن (السياحة) إن كانت محلية أو خارجية.. أنها (قديمة) إلا أنني أردت أن اتحدث عن (السياحة) الآن بعد نهاية مدتها لكي استطيع أن أحدد ما جنيناه خلال الأشهر الماضية والتي أخذتنا عن أرض الوطن لنتمتع بأشهر سياحية ممتعة.. كل حسب إمكانياته المادية. ولكن السؤال الذي أريد أن أطرحه على أبناء وطني والذين يجدون كما يقولون (المتعة وراحة البال) خارج حدود المملكة العربية السعودية بالرغم مما نقرأه من حكايات وقصص تعرُّض السياح السعوديين إلى نصب واحتيال.. لا في الدول الأوروبية فقط.. بل حتى في الدول العربية الشقيقة. فمثلاً.. لا أعتقد أن أحداً لم يطلع على ما نشرته الصحف السعودية والخليجية عن السائح السعودي الذي تعرَّض إلى نصب وسرقة عشرة آلاف (يورو) في وسط العاصمة الفرنسية باريس (شانزلزيه) وكذلك العائلة السعودية التي تم سرقتها في الأردن.. وعائلة أخرى في مصر.. وسوريا.. ولبنان.. ودبي.. وهذا لا يعني أن هذه الدول خطيرة أو الأمن ضعيف.. إلا أن الغربة صعبة.. ونحن نقول: لم نسمع عن عائلة سعودية واحدة قد تعرَّضت إلى سرقة أو نصب واحتيال في ربوع المملكة. حينما تسأل السياح السعوديين الذين يفضلون قضاء إجازاتهم خارج المملكة.. يقولون لك إن حريتنا العائلية مضمونة في الخارج.. بينما هنا (التفرقة) هي السائدة.. فالإجازة من المفروض أن يقضيها أفراد الأسرة جميعاً في نشاط يجمعهم في مطعم واحد.. أو منتزه واحد.. الخ.. بينما الملاحظ أن المنتزهات المنتشرة في المملكة تُشجع على التفكك الأسري.. الإناث في مكان والذكور في مكان آخر.. بالطبع هذا ليس الواقع.. فالمطاعم والمنتزهات وغيرها تشجع (السياحة العائلية) وترفض دخول الأفراد إلى المواقع العائلية لتشعر العائلة بحرية وبخصوصية. وقد اطلعت قبل أيام على مقالة نشرها إحدى الصحف السعودية بعنوان (صيف الفاكهة اللبنانية) وتم تزويد هذه المقالة بعدة صور للمصايف اللبنانية والحرية الكاملة والتي يجدها السائح السعودي وعائلته في لبنان.. منتقداً بذلك السياحة المحلية التي لا توفر للعائلة حرية المشي على الشارع والالتقاء بالأصدقاء والأقارب على طاولة العشاء في مطعم أو الابتعاد عن العيون التي تراقب حركتنا.وقد استغربت مما ذكره الكاتب وكأنما السياحة هي المشي على الشاطىء مع العائلة أو الالتقاء بالأصدقاء والأقارب على طاولة مطعم.. وبهذا سنظلم الهيئة العليا للسياحة التي وضعت القوانين والأنظمة لحماية السائح السعودي في المقام الأول ومن ثم السائح الخليجي والعربي والأجنبي.. إن أهم ما تتمتع به السياحة المحلية هي الأمن وحماية السائح من أي خطر يواجهه في اي مدينة من مدن المملكة السياحية. أنا شخصياً فخور كل الفخر بالخطوات الجريئة التي اتخذتها الهيئة العليا للسياحة في تطوير سياحتنا المحلية.. وأرجو من الإخوة الكرام عدم مقارنتنا بالدول التي حباها الله (جواً ممتعاً وبارداً) في أشهر الصيف. نحن لا نقول إن صيفنا بارد ولكن نقول (إن صيفنا آمن) وصيفنا ممتع.. ولدينا مدن ومناطق تتمتع بكل المواصفات السياحية التي تتمتع بها المصايف العالمية من فنادق خمسة نجوم ومطاعم فاخرة ومنتزهات باهرة.. لذا لا تظلموا السياحة المحلية.. فنحن ولله الحمد أفضل من الكثير من الدول التي يقضي فيها السعوديون إجازتهم من الناحية الطبيعية.. ولكن للناس فيما يعشقون. مذاهب.