لله در الكاتب الرائع الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين الذي يتحفنا دائماً بما يسطره قلمه من مقالات جميلة تستحق الإعجاب والتقدير، وما مقاله بعنوان (فيا ليتكم تأتون بالكلمات)، الذي سطره في زاوية علامات في عدد الجزيرة 11643 إلا احدى المقالات الذي أتحفنا بها، ذلك المقال الرائع الذي تحدث فيه مدافعاً عن لغتنا العربية ومطالباً بالحفاظ عليها والاهتمام بها، محذراً من التفريط فيها، وما ذكره الكاتب هو الصواب، وعين العقل، والذي يجب أن ينادي به الجميع، ويطالبون به. فالمحافظة على لغتنا العربية والاهتمام والعناية بها أمر مطلوب من الجميع حتى لا يكون مصيرها مصير بعض اللغات التي ماتت واندثرت كما ذكر الكاتب مثل اليونانية القديمة، واللاتينية وغيرهما. ومن تأمل حالنا مع لغتنا يجد الفرق الشاسع والبون الواسع بين ما نحن فيه وما يجب أن نكون عليه مع لغتنا التي في طريقها وللأسف الشديد إلى الاندثار بسبب إهمالنا لها وهجرها. فالحديث بها ضعيف، وكذلك التطبيق والواقع يشهد بذلك، إضافة إلى عدم كفاءة الكثير من المعلمين والمعلمات في تدريس مواد اللغة العربية في كثير من البلدان العربية مما نتج عنه ضعف كبير في مستوى الطلاب والطالبات في مواد اللغة العربية حتى أن البعض منهم يكون في المستوى الجامعي وهو لا يجيد الكتابة الإملائية، وكذلك لديه ضعف واضح في قواعد اللغة العربية. وهذا أمر ملحوظ ومشاهد، ومن يصدق أن بعض طلابنا وطالباتنا على وشك التخرج من الجامعة وهو لا يفرق بين الفعل والفاعل، ولا يفرق بين حالات الهمزة عند الكتابة كأبسط مثال، حتى أن بعض المعلمين والمعلمات ممن أمضوا عدة سنوات في سلك التدريس لديهم الضعف الواضح في تدريس مواد اللغة العربية رغم أنهم يحملون شهادات تخصص لغة عربية، كما أن المجتمع العربي برمته لا يهتم بلغته ولا يحرص عليها وما ميل الكثير من أبنائه إلى الحديث باللهجة العامية المكسرة إلا دليل واضح على هجر اللغة العربية وعدم الاهتمام والعناية بها، لذا أدعو كل عربي إلى الاعتزاز والافتخار والاهتمام بلغته، كما أدعو المجتمعات العربية إلى الحفاظ على اللغة العربية والعناية بها حتى لا يكون مصيرها الاندثار والموت والركن في المتاحف كبعض اللغات، فنفقد لغتنا التي نعتز بها، وبالتالي نفقد عزنا ومجدنا وفخرنا وتراثنا وأصالتنا. كيف لا وهي لغة القرآن والسنة، اللغة التي اختارها لنا ربنا. وإنني أناشد دولتنا - حفظها الله- ممثلة بوزارة التربية والتعليم بالاهتمام بلغتنا من خلال التركيز عليها في المدارس بشتى مراحلها، والحرص على اختيار المعلمين والمعلمات أصحاب الكفاءة لتدريس مواد اللغة العربية، وتخريج من يتقنها من الطلاب والطالبات الجامعيين والجامعيات الذين ينيرون الطريق لأبنائنا وبناتنا من خلال تدريسها على الوجه المطلوب، حتى ينشأ لدينا جيل ملم بلغته متقن لها متمسك بها حريص على تطبيق قواعدها، والتحدث بها، كما أنني أناشد المجتمع بأكمله بالاهتمام بها والعناية بها، فهيّا جميعاً للعمل بالحرص على لغتنا العربية لغة القرآن والسنة، والاهتمام بها وتطبيقها في شتى مجالات الحياة، دراسة وتدريساً، وكتابة ومحادثة، ونشراً لها في أصقاع المعمورة. شاكراً للكاتب الأستاذ: عبدالفتاح اهتمامه وحرصه على لغتنا العربية الأصيلة من خلال ما كتبه عنها دفاعاً ودعوة للاهتمام والعناية بها. صالح عبدالله الزرير التميمي