دخل السباح الأمريكي مايكل فيلبس تاريخ الألعاب الأولمبية بامتياز بإحرازه 8 ميداليات منها 6 ذهبيات في منافسات السباحة التي اختتمت أمس الأول السبت ضمن دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في أثينا وتستمر حتى 29 أغسطس الحالي. وجاء فيلبس إلى أثينا من أجل تحطيم أو معادلة الرقم القياسي في عدد الميداليات الذهبية في دورة واحدة والموجود بحوزة مواطنه مارك سبيتز في دورة ميونيخ عام 1972، وإذا كان لم ينجح في ذلك، إلا أنه في المقابل حقق وعمره 19 عاما فقط إنجازاً كبيراً بإحرازه 8 ميداليات سبقه إليه رياضي واحد في السابق السوفياتي الكسندر ديتياتين الحائز العدد نفسه في أولمبياد موسكو عام 1980 (جمباز). وقال فيلبس (كنت أريد أن أصبح مايكل فيلبس رقم واحد، وليس مارك سبيتز رقم 2 ). وسيبقى التأثير الإعلامي للرقم القياسي لفيلبس أقل وقعاً من إنجازه لو عادل رقم سبيتز، وهو الذي خصصت له الشركة المختصة بتجهيزاته الرياضية مليون دولار في حال حقق ذلك. وأثار تأكيد الاتحاد الدولي للسباحة واللجنة الأولمبية الدولية إحراز فيلبس ذهبية التتابع 4 مرات متنوعة دون أن يشارك في السباق النهائي، جدلاً كبيراً في الأوساط الرياضية وبالتالي غطى على إنجازه الذي يعتبر أحد أكبر الإنجازات في تاريخ الألعاب. وأحرز فيلبس 4 ميداليات ذهبية فردية وعادل رقم مواطنه سبيتز والمجري تاماش دارنيي والألماني رولاند ماثيس والروسي الكسندر بوبوف. ووحده فيلبس وسبيتز حققا هذا الإنجاز في دورة أولمبية واحدة. كما بات فيلبس الرياضي الثاني بعد السوفيتي الكسندر ديتياتين (1980) يحرز 8 ميداليات في دورة واحدة. وقال فيلبس: (كنت أرغب في تحقيق إنجاز لم يسبقني إليه أي أحد في السباحة). وأوضح مدربه بوب بومان في تعليقه على سبيتز (11 ميدالية أولمبية عامي 1968 و1972م) (لا يمكننا المقارنة بين البطاطا والبرتقال)، مضيفاً فيلبس يوجد في عالم أولمبي أكثر تنافسية مما كان عليه الأمر قبل 32 عاماً في أولمبياد ميونيخ. لقد واجه عدة منافسين أقوياء يملكون سمعة جيدة واستعدوا جيداً للألعاب، عكس سبيتز الذي استفاد من سيطرة الولاياتالمتحدة على سباقات التتابع (سبيتز أحرز سباقات التتابع الثلاثة، فيما خسر المنتخب الأمريكي في أثينا سباقي التتابع 4 مرات 100 م و4 مرات 200 م). وتابع فضلا عن ذلك، فقد شارك فيلبس في سباقات متتالية عدة: 17 مسابقة في 7 أيام (لم يشارك في سباق التتابع في اليوم الأخير) مقابل 13 سباقاً لسبيتز في أجواء تغيرت كثيراً الآن) وأضاف (ليست السباقات وحدها متعبة، لكن كل ما يحيط بها من نقل وانتظارات وفحوص منشطات.. كل هذه الأشياء تستهلك الوقت والطاقة). وأشار إلى أن فيلبس، ملك سباقات الفراشة والمتنوعة، فضلا عن كل ذلك، خاطر بخوض سباقات السرعة التي لا تعتبر بين السباقات المفضلة لديه)، موضحا أن الحصيلة كانت جيدة. فبعد أن أعلن فيلبس أنه ينوي إحراز ذهبية واحدة فقط، حصد 8 ميداليات في 8 أيام وحطم رقماً قياسياً عالمياً وثلاثة أرقام قياسية أولمبية، ورقمين قياسيين أمريكيين، ومنح الولاياتالمتحدة نصف غلتها من الذهب ونحو ثلث الميداليات التي تملكها في الترتيب العام. ولو كان فيلبس يمثل وحده بلداً غير أمريكا، لجاء في المركز الثالث على لائحة الميداليات خلف الولاياتالمتحدة واستراليا في السباحة. ولا يريد فيلبس أن يتوقف عند هذا الحد، بل سيتوجه إلى بكين عام 2008 بشهية مفتوحة أكثر. وأعلن مدربه انه سيشارك في بكين في سباقات الظهر والصدر وسيعمل على تحسين نتائجه في سباقات السرعة (حرة). وأبان فيلبس في أثينا عن مؤهلات عالية تجعله قادراً على تحقيق كل الأرقام الأولمبية ليصبح السباح أو الرياضي الأكثر تتويجاً في كل الأزمنة. ولم يبق أمام فيلبس سوى إحراز 10 ميداليات للحاق بلاعبة الجمباز الروسية لاريسا لاتينينا صاحبة الرقم القياسي بعدد الميداليات في الألعاب الأولمبية (18 ميدالية).