قتل خمسة عراقيين وأصيب ثلاثون آخرون بجروح إثر سقوط قذائف هاون بالقرب من مقر للشرطة في شارع الرشيد في وسط بغداد أمس الثلاثاء مما أحدث دوياً عنيفاً اهتزت له العاصمة العراقية. وقال الطبيب مؤيد عباس رئيس شعبة طوارئ مستشفى (مدينة الطب): قتل خمسة عراقيين بينهم طفلان، فيما أصيب ثلاثون بجروح في الانفجار الذي وقع بالقرب من شارع الرشيد. وأوضح أن بين القتلى جثتين متفحمتين بالكامل. وكان العقيد عدنان عبد الرحمن مسؤول العلاقات في الوزارة قد أكد أن الانفجار أدى إلى مقتل أربعة عراقيين وإصابة 24 آخرين بجروح. وأوضح المتحدث (اعتقدنا في بادئ الأمر أنها سيارة مفخخة وذلك لما أحدثته من دمار هائل في أحد المباني واحتراق سبع سيارات مدنية في المكان، ولكنّ خبراءنا تأكدوا من أن الأمر ناجم عن سقوط قذائف هاون). وأضاف أن سبب استهداف الموقع قد يكون لوجود مقر شرطة باب المعظم بالقرب من مكان سقوط القذائف. وسمع دوي سقوط القذائف عند الساعة 11.25 بالتوقيت المحلي في شارع الرشيد حيث شُوهدت أعمدة الدخان الأسود تتصاعد من المكان. وشُوهدت مروحيتان تحومان فوق المكان. وكان مصدر في الشرطة فضل عدم الكشف عن اسمه قال في وقت سابق: إن القذائف أطلقت على الأرجح من الضفة الغربية لدجلة من جانب الكرخ، إلى جانب الرصاصة بالقرب من مسجد الحيدرخانه وشارع المتنبي حيث سوق باعة الكتب المعروف. وقال الشاهد سعدي مشاوي (45 عاماً) في مكان الانفجار أن قذيفة على الأقل سقطت على بناية تضم العديد من ورش لخياطة الملابس والقناصل الجلدية. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس سيارات الإطفاء وهي تقوم بإطفاء النار التي اشتعلت في سبعة سيارات في مكان الحادث، وسيارات الإسعاف وهي تقوم بنقل قتلى وجرحى. ومنعت الشرطة العراقية الناس من الاقتراب من المنطقة. ووقع الانفجار مع استمرار انعقاد المؤتمر الوطني العراقي بمشاركة نحو 1300 شخصية من عموم العراق لإرساء أسس عراق ديموقراطي والتمهيد للانتخابات العامة في كانون الثاني/يناير 2005. ومن جانب آخر أصيب ثلاثة عناصر من الوحدة الإيطالية المنتشرة في الناصرية في جنوبالعراق بجروح ليل الاثنين الثلاثاء في معارك مع مقاتلين، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية. وكان عناصر الدرك الإيطاليون يقومون بدورية ليلية عندما هُوجموا بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة. وجرح ثلاثة دركيين، إصابة اثنين منهم طفيفة والثالث إصابته أكثر خطورة، وقد نقل إلى الكويت. وقالت مصادر عسكرية طبية: إن حياته ليست في خطر. ونقلت الوكالة عن ضباط إيطاليين في العراق أن المهاجمين ليسوا أعضاء في جيش المهدي التابع لرجل الدين المتشدد مقتدى الصدر، بل إنهم فصائل متطرفة خارجة عن السيطرة. وتعرضت الوحدة الإيطالية المؤلفة من ثلاثة آلاف عنصر في نوفمبر لعملية انتحارية بشاحنة مفخخة أدت إلى مقتل 19 شخصاً. وفي النجف تتجه بوادر الأزمة الخانقة في المدينة إلى الحل بعد توجه وفد من المؤتمر الوطني العراقي يضم 70 شخصاً برئاسة حسين الصدر للتفاوض مع الزعيم الديني مقتدى الصدر لحل الأزمة الناشبة في مدينة النجف وإنهاء مظاهر التسلح فيها. وقالت الدكتورة رجاء الخزاعي عضو المؤتمر الوطني العراقي: إن الوفد سيطرح للسيد مقتدى الصدر ثلاث نقاط أساسية سبق أن أعلنها المؤتمر أمس ووافق عليها السيد الصدر والتي تتلخص بحل جيش المهدي وانسحابه من ضريح الإمام علي والمساهمة في الحياة السياسية في البلاد. وأضافت أعتقد أن الوفد سيحقق نتائج مرضية في مباحثاته هذا اليوم مع مقتدى الصدر خاصة أن التيار الصدري أبدى موافقة مسبقة لإجراء هذه المفاوضات. وأشارت إلى أن أعضاء المؤتمر سيواصلون مناقشة الأوراق المقدمة للمؤتمر لكن إجراءات انتخاب المجلس الوطني الانتقالي ستتأخر لحين عودة الوفد المفاوض مع الصدر. وكان المؤتمر الوطني العراقي قد قرر إرسال وفد إلى السيد مقتدى الصدر لطرح ثلاث نقاط من أجل إيقاف القتال في مدينة النجف الأشرف. وسيطلب الوفد من الصدر حل مليشيا جيش المهدي وتحويله إلى منظمة سياسية وحزبية وإخلاء ضريح الإمام علي بن أبي طالب من أي مظاهر مسلحة. كما سيتعهد للصدر وأتباعه من جيش المهدي بتقديم ضمانات حول عدم تعرضهم جميعاً لأي ملاحقات قانونية.