قتل أكثر من عشرة عراقيين بعد سقوط ثلاث قذائف هاون وانفجارها بالقرب من المبنى الذي تعقد فيه أعمال المؤتمر الوطني العراقي، داخل (المنطقة الخضراء) الشديدة الحراسة والتي تضم كذلك السفارة الأمريكية ومقر الحكومة العراقية. وبعد الانفجارات طلب منظمو المؤتمر الذي يفترض أن يعلن انطلاقة عملية إرساء الديموقراطية من المشاركين الابتعاد عن النوافذ، وتوترت الأجواء في القاعة. وأفاد مصادر صحفية موجودة داخل مبنى قصر المؤتمرات في المنطقة الموجودة في الجانب الغربي من بغداد، أنها سمعت خمسة أو ستة انفجارات على الأقل. وشوهد الدخان يتصاعد من المواقع المستهدفة. كما سمع دوي العديد من الانفجارات في الجانب الآخر من بغداد. وفي نفس الاتجاه الوقت حدثت أمس اشتباكات في منطقة صدامية الكرخ في نهاية شارع حيفا. وقال جندي أمريكي في المكان أن اشتباكات اندلعت بعد الظهر بين جنود أمريكيين ومقاتلين في شارع حيفا، وهو من المناطق التي شملتها الحكومة العراقية بقرار حظر التجول بين الرابعة بعد الظهر والرابعة فجراً بسبب انعقاد المؤتمر الوطني العراقي. وأوضح الجندي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن (العديد من قذائف الهاون أطلقت من شارع حيفا ولكن لا معلومات لدينا عن وقوع خسائر). وأكد المصدر أن القوات الأمريكية اكتشفت عبوة ناسفة خارج مبنى وزارة الصحة العراقية على الجانب الآخر من جسر 14 رمضان. وشوهد ما لا يقل عن ست سيارات جيب هامفي أمريكية وحوالي عشرين جندياً في المنطقة حيث قطعت حركة السير في الشارع. وفي النجف استؤنفت المعارك أمس حيث سمع دوي إطلاق مدافع الدبابات الأمريكية من جهة مقبرة وادي السلام شمال ضريح الإمام علي حيث يتحصن مقاتلو جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وسمع شهود عيان دوي قذائف الدبابات وشاهدوا سحب الدخان تنبعث من ذلك المكان. وكانت المعارك التي وقعت بين قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) تساندها قوات الأمن العراقية وميليشيا جيش المهدي قد توقفت يوم الجمعة لإجراء مفاوضات لوقف إطلاق النار، لكن المفاوضات فشلت. وقامت القوات الأمريكية بغلق مداخل المدينة القديمة فيما قامت سيارات تابعة للشرطة بالتوجه مسرعة نحو مرقد الإمام علي. وفي جنوبالمدينة القديمة قام عدد من سيارات الجيب الأمريكية بإطلاق النار في الهواء لاجبار السيارات المدنية على إخلاء المنطقة. ومن جهتها حثت الشرطة العراقية الصحفيين المحليين والأجانب في النجف على مغادرة المدينة أمس لدواع أمنية بعد انهيار المحادثات الرامية لإنهاء القتال بين ميليشيا جيش المهدي الشيعية والقوات الأمريكية. وقال غالب الجزائري قائد شرطة النجف في مؤتمر صحفي إنه يتعين على كل العاملين في وسائل الإعلام مغادرة المدينة الواقعة بجنوبالعراق بحلول الساعة 12 ظهراً وإنه لن يكون بوسعه ضمان سلامتهم بعد ذلك. ومن ناحيته أكد الشيخ علي سميسم أحد المفاوضين من التيار التابع للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر أن مقاتلي ميليشيا جيش المهدي تنتظر استئناف المعارك في مدينة النجف وأن هناك معلومات تفيد بإعادة انتشار القوات الأمريكية حول المدينة. وقال سميسم (نحن نتوقع الحرب ونحن مستعدون لها). وأضاف (لو تأخر رئيس الوزراء أياد علاوي دقيقتين فقط لكان مستشار الأمن القومي موفق الربيعي قد وقع على الاتفاق، لأننا كنا متفقين على جميع النقاط وحصلنا على توقيع السيد مقتدى الصدر). وتابع سميسم (ولكن مع الأسف أتت الربيعي مكالمة هاتفية من أياد علاوي أمره فيها بالانسحاب من المفاوضات وإنهاء كل شيء). وأوضح أن (إطلاق طلقة مسدس واحدة الآن ممكن أن تلحق الضرر ليس بفرد واحد وإنما بعدة أفراد لأن النجف الآن عبارة عن كتلة بشرية وذلك لتواجد آلاف المتظاهرين والمقاتلين والمعتصمين والناس الشرفاء). وأكد سميسم أن (القوات الأمريكية موجودة في جزءين من المدينة الجزء الشمالي عند جانب مقبرة وادي السلام والجزء الجنوبي عند مدخل المدينة). ومن جانبٍ آخر أعلنت مصادر صحية في مدينة الفلوجة أمس أن أحد عشر عراقياً قتلوا وأصيب أكثر من 23 آخرين بجروح نتيجة القصف الأمريكي للمدينة بالطائرات والدبابات. وقال الدكتور رافع حياد مدير مستشفى الفلوجة: (إن هؤلاء الضحايا وأغلبهم من النساء والأطفال قتلوا وأصيبوا نتيجة القصف الأمريكي لأحياء العسكري والشهداء والصناعي في الأطراف الشرقيةوالجنوبيةالشرقية لمدينة الفلوجة). وكانت أعداد كبيرة من الدبابات والمدرعات الأمريكية تقدمت إلى حي الشهداء جنوب شرق الفلوجة عصر السبت حيث اشتبكت مع مسلحين عراقيين استخدموا قذائف الهاون والقذائف الصاروخية. وقد أسفرت المواجهات التي استمرت لمدة ساعة ونصف الساعة عن تدمير عدد من المنازل السكنية واحد الجوامع وتشريد عدد من الأسر.