هنالك تساؤل مطروح عن نقص الانتماء الوطني لدى بعض السعوديين!! فترى غالبية الشعوب يفتخرون ببلدهم وأفكارهم حتى وإن كانوا على خطأ واضح، فعلى سبيل المثال لا الحصر كلنا يعرف قضية الممرضات البريطانيات وما ارتكبنه من جريمة قتل واضحة إضافة إلى سجلهن الأخلاقي المشين.. ولكن على الرغم من ذلك وجدنا أن الصحف البريطانية بل وحتى الرأي العام دافعوا عنهن وعن الإفراج عنهن، كما أنهن استقبلن استقبال الأبطال الفاتحين! فالتساؤل المطروح: أين الإعلام السعودي والعربي في قضية الطالب سامي الحصين؟.. فبعض الصحف صورته على أنه مجرم يستحق السجن لمدة 320 سنة، وبعض الصحف نشرت خبراً يدين الحصين زعم ناشره أنه منقول من وكالة الأنباء الفرنسية ولكن تبين أن تلك الوكالة لم تذكر ذلك إطلاقاً. أما على النطاق الرسمي فإن الدولة حفظها الله لم تتردد في الدفاع عنه إطلاقاً ولكن هي الأخرى تحتاج إلى دعم شعبي إعلامي حتى تكون انطلاقاتها ذات جدوى قانونية وإعلامية. أما على مستوى مجلس الشورى فقد تحمس أحد الأعضاء مشكوراً لقضية الحصين لأنها قضية مواطن قد ظلم، ولكن لم يكن رد المسؤول الرسمي مقنعاً أو بالأحرى ينقصه النفس الوطني!! فكم أتمنى أن تكون قضية الحصين درساً من دروس التكافل الوطني لأن المواطنة تحتاج إلى عوامل أساسية لتثبيتها وجعل المواطن متعلقاً بأرضه ودولته، لذا فإن على الإعلام الدور الفاعل والبناء في تأصيل جوانب الانتماء وألا يكونوا أدوات ناقلة من شهود عرف عنهم التزوير وخداع الأمم. وأخيراً وليس آخراً فإنه من المؤسف أن يجد الطالب سامي الدعم غير المحدود من أستاذه ومشرف رسالته العلمية ومن كاتب أسترالي ومن شاهد هداه الله لإجهاض قضية تزوير من دولة تدعي المثالية والعدل، ولكن استطاعت بمكرها الإعلامي أن تكرس الانتماء الوطني لدى مواطنيها، فنحن أمة الوسط والتكافل الاجتماعي أولى بأن يكون انتماء مواطنيها مثلاً يحتذي به العالم ولكن يحتاج إلى مواقف شعبية ورسمية وإعلامية!!