تحية طيبة وبعد لفت نظري ما نشرته الجزيرة في صفحة عزيزتي وعلى حلقات ثلاث عن عين ضارج وبكامل الصفحة عزيزتي ما الذي حل بك ما الذي غيرك لماذا تنكرت على محبيك الذين يتلهفون لرؤياك كل صباح وأنتِ متلفحة بثوبٍ قشيب تغطيه الزهور والورود وتنفثين من عبيق عطرك على مُعزّيك بريح الياسمين والعود هل أصبحتِ مكاناً لهشيم النبات أم حوضاً لما أسن من الماء ام كأسا لما تغير طعمه من الالبان أم خلية عسل أعيى الصفاء أن يجللها هل صرت مكاناً لنقل المثبت في الكتب خوف ضياعه أم صرت مكاناً للمبارزات ليسطر بصفحتك ما نجده متوفراً في كتب التاريخ والقصص والأشعار ما لغذائك صار مضطرباً ولشرابك صار ركيكاً حتى تحول هواؤك من النقاوة إلى تدني الرؤية داخلك الى 99999 سم فقد كنا نرى من الخلف لقوة إبصارك من الأمام وقد كنا نشرب من مزيج حلوك حتى رأينا كل ما نتذوقه من سواك مراً علقماً ما الذي حل بك كنا نقتطف مختلف الزهور من حوضك بنعومة الحرير إلا أنه صارت تخز أصابعنا بعض الأشواك أنحن السبب أم أنتِ أم القائمين عليكِ؟ اجيبي فلقد حيرتينا فلعلَّ جوابك يبعث فينا روح الأمل فتتحقق أمانينا. لقد درجت صفحة عزيزتي ومنذ زمن بأن تكتفي بمقال واحد جزء من موضوع تاريخي ليملأ صفحتها اليومية او لينتصفها بما يمكن أن يوضع بصفحة التاريخ أو يضاف إلى تلك الصفحة (حدث في مثل هذا اليوم) وتترك صفحة عزيزتي لعشاقها ومرتاديها وكالمعتاد يرتعون فيها بأحاسيسهم ويجولون فيها بعقولهم ويسطرون فيها بأقلامهم ما يهم القراء وما يشبع نهمهم ويروي ظمأهم من اقتراحات أو تعقيبات أو تعليقات أو أفكار أو آراء لا أن تصدم نفوسهم على الصباح بمثل هذا السرد من التاريخ عن عين ضارج وما أدراك فلكل مقام مقال ولكل مقال مكان ولكل حادث حديث ولكل حديث أسلوب وإذا كان ولابد من التعدي على العزيزة وتمليكها لكاتب بمفرده فمن الأجدر الاكتفاء بعمود واحد بدلاً من الأعمدة الثمانية (كل الصفحة) يشار به إلى أرقام الصفحات المراد الرجوع إليها للخصم او لهاوي قراءة كتابات الردود العنادية أو أيّنا أقدر لإسكات الآخر وترك باقي المساحة للعشاق كتاباً وقراءً وان كانت عين ضارج قطعة من وطننا وإهمالها يضيرنا ولكن الحديث عنها بهذا الإسهاب بهذه الصفحة يمكن الاستغناء عنه بالرجوع الى الكتب التي تتحدث عنها بإسهاب لمن أراد المزيد فضلاً اتركوا لنا صفحتنا نرمي بها حبات البذور ونقطف منها مختلف الزهور ونشم منها أجمل الروائح والعطور سواءً أكان واحدنا غادياً أو رائحاً، دعوا صفحتنا لنا ولكم صفحاتكم أما أنتم كتّاب عين ضارج فعليكم بضبط النفس وتقييد أقلامكم فلا تتركوا لها العنان لتحلق فوق الغمام فتدعونا إلى أن نسبح في الفضاء بلا ماء والله الموفق إلى كل خير. صالح العبدالرحمن التويجري / الرياض