أتحفنا الكاتب أحدهم بنصف مقال يخاطب فيه الأمير خالد حول شؤون أهلاوية بطريقة تجبر من يسمعه ليقول له و(من أنت..؟) إلا أن (المتجاوز) تارة على الأهلي وأخرى على إعلامه وثالثة على شخصياته أبى إلا أن يهب النصف الثاني من قطعته الأدبية لكل ما هو أزرق بدءا من النادي وحتى الرئيس (الذي يستحق) تحول في دفة المقال تدفعه إليه ربما العادة التي جبل عليها (تمسحا) وربما التزامه بدفع تلك الأسطر الزرقاء إيجارا لصفحة يستجدي أصحابها بقاء عفشه داخلها تحدث (أبو العتاهية) عن ديمقراطية النقد متسائلا أين هي من الأهلي ومن يقف خلفه ..؟ متناسيا أن الأهلي هو من منحه التشدق بالانتماء إليه (صوريا) في الوقت الذي يخدم فيه قلمه غيره . الأهلي الذي لم يجن من أرائه إلا التقزيم والسخرية سطرا بعد سطر وعمودا بعد عمود ويوما بعد يوم بل ومتناسيا أن من يقفون خلف الأهلي هم من وهبوه الديمقراطية التي دفعته (جرأة) من خلال مقاله لتجاوز حدودها وحدود الأدب إلى حدود التجني والجحود. ولعل المخجل في هذا المقال هو وقوع (المعري) في المحظور ففي الوقت الذي كان يظن أنه يمارس هواية التمسح على أصولها إلا أنه أحرج الأمير الشاعر بإقحامه له في مقارنة مع الأمير الرمز . مقارنه أجزم أن أمير الكلمة يرفضها بل ويقذفها في وجه صاحبها الذي لا يعلم أن القلم سلاح خطر بيد جاهل تسبق رعونته اختيار مواقع كلماته ناهيكم عن غفلة يطيش فيها الحبر على صفحات ناصعة البياض كصفحات خالد في حب ودعم الأهلي . غفلة صح فيها قول من قال (الجاهل عدو نفسه) لم ينته هجاء (الفرزدق) إلى هذا الحد بل قادته حماقته جرا وليس (جريرا) إلى إقحام الأمير محمد العبدالله إلى مذكراته وبطولاته الصحفية وأحسب أن قصته مع الأمير إن لم تجد من يدحضها إلا أنها إدعاء ناقص لا يجرؤ راويها على إكمال فصولها التي لا تخفى على المقربين ففي زمن كهذا دُفعت فيه أقلام الصحافة لغير أهلها أسأل القارئ من نلوم على مقال كهذا تجلت فيه جلافة (الأعراب) وتطايرت معه ألباب (المثقفين) متسائلين (من ينقد من ..؟) أنلوم عوامل السن التي تنحت جماجم بعض كتابنا الذين أكل عليهم الدهر وشرب كنحت الرياح للحجارة لتصنع منها كهوفا لا يسمع من جهتها إلا الصفير ..؟ وهل من العدل أن نتهم (الخُراف) بنهش عقول (الخراف) ممن ابتلت بهم صحافتنا ..؟ أم يجب علينا أن نلوم الأمير خالد الذي صنع بهيبته ودماثة خلقه من الأرانب أسودا لا تفرق بين قطعة اللحم ويد مروضها ..؟ ضاقت بي المساحة هنا كضيق أفق من لا يفرق بين خالد وغيره هناك ومع هذا لن أستعرض هنا أفضال المنقود على الناقد (الجحود) بدءا من أنواع القضايا التي دُفنت بحسن النوايا ووصولا لكل الخفايا وفي كل الزوايا ولكن سأدعها لمن يستطيع إكمال نصفاً آخر لبيت شعر يقول (إن أنت أكرمت الكريم ملكته) عجز بيت وُجد مكتوبا في نهاية قصة لأعرابي دخل إلى الصحافة على ظهر دابة .