كل إنسان.. وفي أي مكان - ينزع من قاعدة - الأستاذية - حتى المتخلف لا يجد حرجاً.. أي حرج.. من أن يقول رأيه في كل شيء.. وينتقد أي شيء شأنه في ذلك شأن الخبير المجرب أو المتخصص المتعمق. يستمطر اللعنات.. ويستدر شطر الغضب ليحلب أقذى الكلمات.. كلمات سباب عميق.. وأحرّ عبارات النقد. وغير الكلام لاشيء.. كلام - وبس - وفي حرم النقد واقف لا يريم.. ويا ليت النقد بنَّاء. ولكن.. وفيها مرارة نقد فيه هدم.. تقويض بعنف وسخط.. أما البنّاء فلا لأن السذج لم يكونوا في قائمة البناة.. والبناة أناس صامتون يعملون بصمت.. ويعطون بأناة.. لا صخب ولا ضجيج. وأذكر في هذا الصدد كلمة حكيم يقول معناها: (إن من الخير أن تشعل شمعة صغيرة من أن تستمطر اللعنات على الظلام).. وكثيرون أولئك الذين يلعنون الظلام فقط.. سلق بألسنة حداد.. أشحة عن العمل.. أنانية متناهية وسلبية عميقة في تجردها.