انتقدت الولاياتالمتحدة انسحاب وفد المتمرّدين من المحادثات التي كان يجريها مع الحكومة السودانية لتسوية الوضع في دارفور، بينما رجحت مصادر في أديس أبابا التي استضافت تلك المحادثات، استئنافها خلال أيام، وفي الوقت ذاته استمرت الأوضاع في دارفور تسجل قتالاً جديداً، وبالذات في جنوب دارفور حيث تم رصد هجوم لما يسمّى مليشيات البشمرجة؛ فقد هاجمت مجموعة مسلحة من ميليشيا البشمرجة الخارجة على القانون قرية (بادية الرزيقات) في منطقة شمال الضعين في ولاية جنوب دارفور غربي السودان؛ مما أدى إلى مقتل أربعة مواطنين وعشرة من المهاجمين المسلحين. وقالت مصادر في جنوب دارفور لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط الليلة قبل الماضية: إن من بين القتلى، خلال الهجوم الذي استخدمت فيه البشمرجة أربع سيارات ماركة لاند كروزر، ابن العمدة الدفاي كبير شقرة أبرز رموز الإدارة الأهلية في الضعين، وذلك أثناء تصدى الأهالي للمهاجمين. وأشارت المصادر إلى أن قوات البشمرجة نهبت 3 آلاف رأس من الأبقار في المنطقة التي تعرضت للهجوم. إلى ذلك أكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن انسحاب متمردي دارفور من مفاوضات أديس أبابا الجمعة الماضي ووضع أجندة مسبقة للتفاوض قد أضر بالمفاوضات ودعت السفارة الأمريكيةبالخرطوم في بيان لها الحكومة السودانية والمتمردين في دارفور إلى الرجوع إلى طاولة المفاوضات في أسرع فرصة ممكنة من أجل التوصل إلى حل للنزاع. وأكدت السفارة الأمريكية في الخرطوم استمرار الولاياتالمتحدة في دعم التوصل لتسوية سياسية في دارفور مشيرة إلى أن فشل المفاوضات بين الحكومة والمتمردين هو أمر لا يمكن أن يستمر. وأضافت السفارة أنهم عبروا في السابق عن قلقهم من العنف المتزايد في دارفور وعن الحاجة لنزع سلاح الجنجويد والمليشيات المناوئة للحكومة وتسهيل مرور الإغاثة الإنسانية ووصفت السفارة الأجندة التي طرحها الرئيس عمر البشير في 29 يونيو الماضي بشأن تطبيق الأسس اللا مركزية والفيدرالية في جميع أنحاء السودان (وهو ما اتبع في نيفاشا) بأنها الطريقة المثلى للوصول إلى تسوية سياسية مؤكدة تشجيع واشنطن كل أولئك الذين يودون التوصل إلى حل سلمي للعمل على حل النزاع في دارفور وذلك عبر التفاوض والحوار. ودعت الولاياتالمتحدة جميع الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار الموقع في أنجمينا كما دعتها إلى التعاون مع المجتمع الدولي لمساعدة المتضررين والنازحين في دارفور. إلى ذلك حمّل وزير الدولة في الخارجية السودانية نجيب الخير تجمّع المعارضة السودانية المسمّى التجمّع الوطني الديموقراطي، مسؤولية انهيار مفاوضات دارفور، مشيراً إلى أن التجمع هو الذي أملى على المفاوضين عدم الحضور والانسحاب، وكذلك دور من يستضيف التجمع في إشارة واضحة إلى إريتريا. وفي هذا الصدد نسبت صحيفة الصحافة الصادرة في الخرطوم أمس إلى مصدر رسمي في أديس أبابا قوله: إن الاتحاد الإفريقي سيعلن هذا الأسبوع عن موعد ومكان عقد مفاوضات بين الخرطوم وحركة التمرد في دارفور، وأشارت الصحيفة إلى أن الموفد الخاص للأمم المتحدة محمد سحنون قال خلال مؤتمر صحفي في مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا: إن من المحتمل أن تبدأ مفاوضات السلام حول دارفور خلال الأيام المقبلة. وفيما يتصل بالوضع في جنوب السودان فقد أبدت قوات دفاع جنوب السودان (مكونة من ميليشيات مسلحة جنوبية متحالفة مع الحكومة السودانية) استياءها من موقف الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الرافض ضمّ قوات دفاع الجنوب إلى القوات السودانية التي سيعاد تشكيلها خلال المرحلة الانتقالية التي تعقب التوقيع النهائي على اتفاق السلام.