تجدَّدت الاشتباكات بين الجيش السوداني ومتمردين غرب السودان، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى بينهم مدنيون، وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد إن الجيش قتل 77 متمرداً في اشتباكين منفصلين الخميس الماضي في ولايتي جنوب كردفان وشمال دارفور. وأضاف أن متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان هاجموا إحدى القرى وبدؤوا القيام بأعمال نهب وسرقات، فتصدت لهم قوات الجيش مما أدى إلى مقتل 45 متمرداً و21 مدنياً بينهم نساء وأطفال، مؤكدا أن القوات المسلحة تواصل طرد المتمردين من المنطقة. ومضى قائلاً في تصريحات للتلفزيون السوداني "كذلك صدت قوات الجيش هجوماً للمتمردين في قرية العراديب شمال دارفور وقتل 32 متمرداً". من جهة أخرى رفضت الخرطوم تصريحات سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس التي اتهمتها فيها بالتلكؤ في إنشاء المنطقة العازلة، وقال وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان في تصريحات صحفية أمس "تصريحات رايس حول المنطقة العازلة وشكوكها تجاه الخرطوم غير موفَّقة، ونعتبرها إشارة لنوايا غير حميدة من جانب الولاياتالمتحدة، لاسيما وأنها تتزامن مع انطلاق جولات المحادثات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا". واتهم عثمان الوساطة بأنها تريد ضم منطقة الميل 14 إلى دولة جنوب السودان، وقال إن هذا هو السبب الذي يجعل الخرطوم تتمسك برفض الخريطة المقترحة لإقامة المنطقة المنزوعة من السلاح. وكانت رايس قد دعت البلدين إلى استثمار فرصة المفاوضات التي تجري بينهما حالياً للتوصل لاتفاق حول القضايا التي لا تزال عالقة بينهما، وانتقدت "رفض السودان الدائم لقبول إنشاء المنطقة العازلة التي اقترحها الاتحاد الأفريقي في نوفمبر الماضي". وأضافت "هذا التصلب يثير الشك حول رغبة الحكومة السودانية في التوصل إلى اتفاق، مما يزيد من احتمالات استئناف نزاع مفتوح بين البلدين قد يفضي إلى حرب شاملة بينهما".