سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البشير إلى نجامينا لإنهاء القطيعة مع دبي ... وسلفا كير يسعى إلى "تجديد التحالف" مع الميرغني . الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي : استياء من هجوم الجيش على متمردي دارفور
أعربت الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي عن خيبة أملهما ازاء هجوم شنته قوات الحكومية السودانية على مجموعة متمردة في دارفور، واتهمتا الخرطوم باستخدام طائرات في العمليات الجارية هناك، مما يعد خرقاً لقرار مجلس الأمن الذي يحظر الطيران العسكري فوق الإقليم. وفي وقت يعتزم الرئيس عمر البشير زيارة نجامينا الثلثاء المقبل لانهاء القطيعة بين البلدين وفتح السفارة السودانية في تشاد، يتوجه نائبه الأول سلفا كير ميارديت إلى القاهرة الاثنين المقبل بدعوة من الرئاسة المصرية وينتظر ان يجري محادثات مع الرئيس حسني مبارك ويلتقي أيضاً رئيس"التجمع الوطني الديموقراطي"زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي محمد عثمان الميرغني لتجديد التحالف بينهما. وأكد مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك ورئيس بعثة الاتحاد الافريقي في السودان السفير بابا غانا كينغبي، في بيان مشترك، ضرورة احترام الخرطوم اتفاق السلام الذي وقعته في أبوجا في أيار مايو مع"حركة تحرير السودان"وكذلك كل الاتفاقات الأخرى. وعبّرت المنظمتان عن"القلق العميق"بعد الهجوم الذي شنته القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات مسلحة السبت الماضي على مجموعة متمردة لم توقّع اتفاق السلام في منطقة تقع شمال دارفور. وأعربتا عن قلقهما للاتهامات التي تحدثت عن قصف طائرة من طراز انتونوف روسية الصنع تابعة للقوات الحكومية قرية حسن، وأسفتا لاستمرار المعارك من دون الأخذ بالاعتبار ضرورة حماية المدنيين. وأشار البيان إلى انه في حال ثبوت المزاعم سيّعد الحادث خرقاً لقرار مجلس الأمن 1591 الذي يحظر تحليق الطيران الحكومي العسكري فوق الإقليم. وينتظر أن تناقش اللجنة المشتركة التي تراقب تنفيذ اتفاق سلام دارفور، في اجتماع يلتئم اليوم في مقر مفوضية الاتحاد الافريقي في أديس ابابا، اكثر من 50 خرقاً طالت الاتفاق. وقال الناطق باسم الاتحاد الأفريقي نور الدين المازني ل"الحياة"أمس ان الاجتماع سيقرر في شأن خطة الحكومة السودانية لنزع سلاح ميليشيا"الجنجاويد"، إلى جانب درس الخروقات. وأكد المازني ان الاتحاد الأفريقي يبذل جهوداً تنصب في اتجاه تنفيذ اتفاق ابوجا وحل المشكلة لمصلحة إنسان دارفور، ولا يمكن أن يكون طرفاً في النزاع أو يساند طرفاً ضد الثاني. وفي سياق متصل، يتوجه الرئيس السوداني عمر البشير إلى العاصمة التشادية نجامينا الثلثاء المقبل في زيارة تستغرق يوماً واحداً، يلتقي خلالها نظيره التشادي إدريس دبي، ويفتتح السفارة السودانية التي اغلقت في وقت سابق، ايذاناً بعودة العلاقات الى طبيعتها بعد قطيعة استمرت شهوراً بعدما اتهم دبيالخرطوم بالوقوف خلف متمردين سعوا إلى اطاحة نظامه، واتهام السودان نجامينا بدعم المتمردين المناهضين لاتفاق سلام دارفور. وعلم أن وفداً رفيع المستوى يضم وزير الخارجية الدكتور لام أكول والمدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الفريق صلاح عبدالله ووزراء آخرين سيرافقون البشير في زيارته. وأكدت مصادر رسمية ان البشير ودبي سيناقشان سبل تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه خلال الزيارتين اللتين قام بهما كل من وزيري الخارجية التشادي أحمد علامي إلى الخرطوم والسوداني لام أكول إلى نجامينا أخيراً، وكشفت المصادر ذاتها أن طاقماً من السفارة السودانية سيتوجه إلى نجامينا مطلع الأسبوع المقبل، فيما يصلها السفير السوداني في أيلول سبتمبر المقبل. الى ذلك، علم أن النائب الأول للرئيس رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت يعتزم التوجه إلى القاهرة الإثنين المقبل بدعوة من الرئاسة المصرية. وينتظر إن يجري سلفا كير محادثات مع الرئيس حسني مبارك، وسيجتمع أيضاً مع رئيس"التجمع الوطني الديموقراطي"زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي محمد عثمان الميرغني. وأفادت مصادر مطلعة في الخرطوم إن سلفا كير ينوي ان يدرس مع الميرغني تجديد التحالف بين حزبه و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"التي يتزعمها الأول على أسس جديدة، فضلاً عن التداول في شأن عقد اجتماع لهيئة قيادة"التجمع الوطني الديموقراطي"خلال الأسابيع المقبلة. مفاوضات الشرق في غضون ذلك، وضع كبير وسطاء الحكومة الاريترية بين الحكومة السودانية ومتمردي"جبهة الشرق"يماني قبراب ونائبه عبدالله جابر مع قيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم اللمسات الأخيرة للمفاوضات التي تستضيفها أسمرا. ودرس قبراب مع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الدكتور نافع علي نافع ورئيس وفد الحكومة الى المحادثات الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، المنهجية التي ستتبع لجولة التفاوض المقبلة المقرر معاودتها الاثنين المقبل. ورأى إسماعيل إمكان التوصل إلى اتفاق سلام في شرق السودان خلال فترة لا تتجاوز 4 - 5 أسابيع من استئناف التفاوض، وقال للصحافيين أمس"ان القضايا المتبقية ليست معقدة بدرجة كبيرة تجعلنا نشك في اننا سنتوصل إلى اتفاق حولها". وتابع:"في تقديري فقط انها تحتاج إلى مزيد من البحث العميق والنظر للواقع الذي نعيشه".