قبل أيام رحل عن دنيانا رجل من أعز وأغلى الرجال ومن محبي الخير، إنه العم عبد الرحمن محمد القويفلي (أبو محمد) صعدت روحه الغالية إلى بارئها آمنة مطمئنة راضية مرضية بما ينتظرها.. بإذن الله تعالى من نعيم مقيم في جنة ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر جراء أعماله الجليلة فهذا هو الجزاء الأوفى لكل صاحب فضل وقلب مؤمن وسريرة بيضاء الجزاء العادل لكل من يحب الخير للناس وكل من لا يحمل غلا أو حقداً أو حسداً أو بغضاً أو ضغينة لأحد فكم من مسجد قام ببنائه وكم مشروع خير ساهم فيه. ولقد تشرفت بالتعامل معه سنوات كنت قريباً إلى الرجل وبمرور الأيام قويت الرابطة وأينعت وتوثقت عراها حتى أصبحت مودة وصداقة ومحبة خالصة. وكان الفقيد الغالي شديد الحب لوطنه ويقابل الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني، ويقربهم إليه، يشيع فيهم المحبة والألفة بابتسامته العذبة ووجهه الباش يحادث هذا ويمازج ذاك ويحاور آخر في شتى أمور الحياة، نراه وهو الرجل الوقور ذو المكانة الرفيعة لا يستنكف أن يستمع إلى الجميع وينصت إلى أحاديثهم بل يصحبهم في نهاية اللقاء. إن فقد الأحبة رزية لا يدرك كنهها إلا من ذاقها واكتوى بلظاها ويزداد المصاب فداحة إذا كان الفقيد أباً أو بمنزلة الأب، وبالأمس القريب فقدنا أباً التمسنا فيه المحبة والبر والصلة، وكان رحمة الله عليه - ممن عرفوا بالتقوى والورع وحب الخير للناس. نلمس فيه الأب الفاضل. كان دمث الخلق، طلق المحيا، ورعاً تقياً، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً وأحب أن أروي هذه القصة التي صارت معه كنت من ضمن اللجنة المشرفة على تنفيذ مشروع مركز التدريب المهني في محافظة المذنب وكان من ضمن المتبرعين للمشروع، في يوم من الأيام وجدت الشيخ الكبير حاضراً للمركز يتفقد المشروع، قلت: لماذا حضرت يا أبا محمد، فيجب علينا أن نحضر عندك ونخبرك بكل شيء. قال: جئت فرحاً بالمشروع وإذا كان عليكم نقص فنحن مستعدون للتبرع مرة ثانية فجزاه الله خير الجزاء. فرحمك الله يا أبا محمد رحمة واسعة وجمعنا بك في مستقر رحمته مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً وصلى الله على نبينا محمد وآل وسلم.