الحمدُ للَّهِ الذي جعلَ لكُلِّ شيءٍ أَمَدًا، ولُكلِّ مَخلوقٍ أَجَلاً، خَلَق الموتَ والحياةَ ليبلوَكم أيُّكم أحسنُ عَمَلاً والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدِ الأُلَى، وعلى آله وصحبِه النُّبلا، أمَّا بعدُ: قَدَرٌ عليَّ بأنْ أَكونَ النَّاعِيَا وبأن يَفُتَّ الحُزنُ في أحشائِيَا لستُ أدري من أينَ تكون البداية؟!.. ومِن أين أبدأُ الحديث؟ فيا للَّهِ ما أكثرَ الأخبار المُفجعة! التي تتوالى ولا تتوانى!.. تَصُبُّ علينا موجاتِ حُزنٍ، فتلاطِمُ نياطَ القلب بينَ لحظةٍ وأخرى! في كُلِّ يوم نودِّعُ فاضلاً، أو عالمًا، أو مُحققًا، أو داعيًا، أو..، كانَ لهم أبلغُ الأَثَرِ في دُنيا الناس! قبلَ أيام ودَّعنا العلامة المُؤرخ محمود شاكر، وقبل يومين شيخ محققي الحنابلة د. عبدالرحمن العُثيمين، وأمس العم الكريم عبدالسميع أبو طه -رحمهم الله أجمعين-. ويصدقُ على أحوالنا ما قاله التابعيُّ الجليل أَيُّوبُ السّختياني -رحمهُ الله-: «إِنَّهُ لَيَبْلُغُنِي مَوْتُ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، فَكَأَنَّمَا أَفْقِدُ بِهِ بَعْضَ أَعْضَائِي». واليومَ نودِّعُ شيخَنا العلامة الزَّاهد النَّاصح سعد بن عبدالرَّحمن الحصين، التَّميمي -رحمهُ اللهُ رحمةَ الأبرار-؛ الذي اخترمَتْه المَنيَّة ضحوة أول خميس من شهر ربيع الأول، فغيَّبَت ستةَ عُقودٍ أو يزيد من الدَّعوةِ إلى الله، وبذلِ الخير، والنُّصحِ للمُسلمين. أنا لستُ أدري هل ألمَّ بساحتي خطبٌ جسيمٌ أم أَناخَ بواديا؟! يمضي الأحبَّةُ فالديارُ بلاقعٌ وأظل وحدي باكياً أحبابيا؟! متجرعًا غُصَصَ الوداعِ مريرةً مُستغفرًا للراحلينَ إلهيا؟ حتى إذا اندملت جراحٌ أوجَعتْ جدَّت جراحٌ في الفؤادِ عواتيا واليومَ ثار الجرحُ فيَّ مبرِّحاً وتحرَّك الزلزالُ في أنحائيا كيفَ لا؟! والشيخُ الفقيد مِن كبار دُعاة التَّوحيد، ومِن بقايا السَّلف؛ خُلُقًا، وعِبادةً، وبَذلاً، ونُصحًا، وتعاونًا على الخير، ودعوةً إلى الله، وذَبًّا عن سُنَّةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا عَجَب؛ فشقيقُه العلامة الزَّاهد صالح الحصين رئيس شؤون الحرمين، وعضو هيئة كبار العُلماء سابقًا -رحمه الله-، ذريةٌ بعضُها مِن بعض!. ولكثرةِ ما سمعتُ مِن أخبارِ الشَّيخِ وزُهدِه ووَرَعِه التي تنقُلُكَ مُباشرةً إلى «سيرِ أعلامِ النُّبلاء» عزمتُ على زيارته في أوَّلِ رحلة أُوفقُ فيها لزيارة بيتِ الله الحرام، وكانَ ذلك -بفضل الله ومَنِّه- عام 1434ه في زيارةٍ مباركةٍ، أغْنَت دقائقُهَا القليلة عن مجلدات كبيرة، في الأَدَب، والتواضع، واقتضاءِ العلمِ العَمَل. طَالَعنا الشَّيبةُ الوَقُور بنفسه يفتحُ البابَ، وغَمرنا بتواضعِه وهضمِه لنفسه، ورُغم وضعه الصِّحي، وكبر سِنه؛ أبى علينا إلا أن يُضيفنا بنفسه بعدما صَنَعَ لنا (الزُّهورات) بيديْه، رحمه الله، ثم تراهُ بلُطفٍ وإِلْفٍ عجيبٍ، وتودُّدٍ -عَزَّ مثالُه- يسألُ عن أحوالنا، وأحوالِ الدَّعوة، ويبعثُ فينا الهمَّة في التَّرقي في العلم، والاجتهاد في نشره، بالدَّعوة إلى الله بالحكمةِ والحِلْم. ومِن جميلِ وَصفِه؛ أنَّ أحدَ إخواننا قال له في ذات الزِّيارة: نحنُ نحبُّكم في الله، فقال الشَّيخ: هذا مِن طِيبِكم، وإلا نحن ما نستاهل!!. ومما كتبتُ -مِن سنتيْن- عَقِبَ زيارتي له، وتشرُّفي بلُقياه: «.. وقدْ يسَّر اللَّهُ -بفضله- زيارة الشيخ سعد -أسعدهُ اللهُ بتقواهُ- في بيته ب(عوالي) مكّة، رفقةَ الأخ الفاضل الودود طاهر المحسي -حفظه الله-. وحقيقةً؛ لم أرَ قطُّ تواضعًا، وهضمًا للنفس، وزهدًا، ولينَ جانبٍ مثلَ ما عاينتُه مِن الشيخ سعد؛ خلا ما رأيتُه مِن شيخنا ومُجيزِنا المُحدِّث يَحيى بن عثمان العظيم آبادي -المُدرّس بالمسجد الحرام-!.. فأين أمثال هؤلاء؟ كِدنا لا نراهم إلا في: كتاب، أو تحتَ تُراب!» ا.ه. ومِن مآثره -غفرَ اللهُ له- إنَّك إن زُرته لا تكاد تخرج من بيته العامر إلا وقدْ حُمِّلتَ بالكُتب، والإصدارات، ممَّا خطَّه الشيخ، أو اختصره، أو هذَّبه. وممَّا لا يزالُ عالقًا في الذّاكرة ما حدَّثناهُ الشيخ: أنَّه مِن عقودٍ لا يبرحُ المسجدَ بين المغرب والعِشاء؛ يختصر، ويُهذَّب من كُتبِ أهل العلم -قديمًا، وحديثًا-. وقد أهدانا مِن ذلك اختصاره الأنيق ل «تفسير الجلاليْن»، وتهذيبه الجميل لرسالة: «الشِّرك ومظاهره» للعلامة مُبارك الميلي الجزائري (ت: 1364ه)، وغيرهما. وعلى الرُّغم من تجاوزه الثَّمانين؛ إلا أنَّك تجده أكثر نَهَمًا وهمَّةً مِن الشباب؛ يكتبُ، ويُصنِّف، ويختصر، ويُهذِّب، ويُسافر؛ ليُتَابعَ طباعة كتبه، وقد حدَّثني مَن رآه أنه يجلس في المسجد ويضع الكتاب على فخذه، ويكتب، ويُلخص، ما تركَ هذه السُّنَّة مِن سنوات» ا.ه جَمَالَ ذي الأَرْض كانوا وهُمْ بعدَ المَمَاتِ جَمَالُ الكُتْبِ والسِّيَرِ كانَ مِن عظيمِ شيمه -رحمه الله- دعوته للتوحيد واهتمُامه به حتى شُهِرَ بذلك، ودندنته حول هذا الأصل الأصيل، وهو مع ذا على عبادةٍ عاليةٍ، وورعٍ قلَّ نظيره؛ لم تفُتْهُ الصَّلاةُ في جماعةٍ مِن عُقود على كبر سِنّه، ولم يستنكف عن نصيحة الصغير، والكبير -مهما علا شأنُه- على شيءٍ رآه جانبَ فيه الصَّواب، ناصحًا، آمرًا، ناهيًا. دع عنكَ أنَّه كانَ سببًا في كفالة الدعاة في كثيرٍ من البلاد، وفي طباعة الكُتُب وتوزيعها. وعُرِفَ ببذلِه لجاهه في خدمة الدَّعوة، وطُلاب العلم، وقد كتبَ لي تزكيةً بخطّه؛ للدراسة في إحدى جامعات المملكة، ولم يُقدّر لي ذلك! جزاه الله عنَّا خيرَ الجزاء. يقولُ شيخُنا مشهور آل سلمان -وهو ممَّن عايشه لأكثرَ من ثلاثةِ عُقود في الأُردُن-:».. رأيْنا منه خيرًا، وصفاءً، وحِرصًا على التَّوحيد، ويُسرًا في الحياة على وجهٍ عجيبٍ غريب!... نَحْسَبُ الشَّيخَ سعدًا أنَّه مِن الصَّالحين، وأنَّهُ مِن أشدِّ النَّاسِ حِرصًا على التَّوحيد، وأكثرِ النَّاس زُهدًا في هذه الحياة، فعلى الرُّغمِ مِن مَناصِبِه وثَرائه؛ إلا أنَّ الدُّنيا لم تُغيِّرْه. وكنتَ ترى فيه المُؤمن الوَرِع، الذي إن قُلتَ له: اتِّقِ الله، تقلَّبَ وجهُهُ وتغيَّر. وكان أمَّارًا بالمعروف، نهَّاءً عن المُنكر، كانَ يُكاتب الصِّغارَ والكِبار، والمسؤولين بالسِّرِّ وينصحُهُم، وكانَ متواضعًا جدًّا، وحياتُه سَهْلة، الذي ينظرُ للشيخ يجدُ فيه زُهدًا ظاهرًا، رحمهُ الله تعالى. أظنُّ أنَّ طلبةَ العلم خسروا كثيرًا بوفاته؛ خَسِروا سَمتًا، وصفاءً. يُحب التَّوحيد حُبًّا جمًّا، وآخر كتاب كتَبَه، وطُبع من قريبٍ، طبعته دار اللؤلؤة في لُبنان: «سيرةُ داعٍ إلى الله» كتبَ سيرتَه قبل وفاته، وكأنِّي به -والله أعلم- يشعر أنَّ وفاته قريبةٌ؛ فلخَّص حياتَه أنَّه داعٍ إلى التوحيد، وكتب في هذا الكتابِ أشياءَ جميلة، جيِّدة، أسألُ الله أن يرحمه، وأن يجمعنا في جنَّاتِ النَّعيم، مَعَ النَّبيين والصديقين، والشهداء والصالحين» ا.ه. وعن طريقته في الحياة والتَّقلل منها، يقول شيخنا سعد -رحمه الله- في أسطر رَقَمَها عن حياته: «التزمتُ القصدَ في المتاع الدُّنيوي فلم أشترِ سيَّارة ولا أثاثاً للزّينة، ولم أقْتَنِ جهاز النّداء (بيجر) في زمنه، ولا الجوّال بعده، ولا أكلت وجبة العشاء منذ نصف قرن ولا وجبة الفطور منذ ثلاثين سنة إلا نادراً، ولا شربت القهوة ولا المشروبات الغازيّة أبداً، ولا دخَلْتُ على حلاّق ولا خيّاط ولا شربتُ الشّاي منذ أربعين سنة، ولا تزوّجت غير واحدة قبل اثنين وخمسين سنة» ا.ه أمَّا في البذلِ والعطاء، فتجده جوادًا، لا يخشى من ذي العَرْشِ إقلالاً، لا يردُّ سائلاً، ولا يدَّخرُ مالاً! وهذا لعَمْرُ الله من رحمته -سبحانه- بهذه الأمة أن جعلَ علماءها خيارها، بخلاف الأمم السالفة، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- حيث قال: «كلُّ أمةٍ قبلَ مبعثِ محمد -صلى الله عليه وسلم- علماؤُها شِرَارُها، إلا المسلمينَ فإنَّ علماءَها خيارُها». وقد أوصى -رحمه الله- بعدم إقامة مجلسِ عزاء, فالتزمت أسرته بوصيته. ياربِّ قد أصغت إليكَ قلوبُنا وتعلقت بك يا عظيم الشَّان «الشيخُ ماتَ» عليه أندى رحمةٍ وأجلُّ مغفرةٍ من الرحمن الشّيخ سعد الحصين في عُيونِ مُعاصريه من العُلماء والمُحبِّين: قال عنه شيخنا الفاضل علي الحلبي -اليوم- في تغريدة له: «معرفتي بالشيخ سعد تمتد لنحو ثلاثين سنة تقريبًا.. ولم أرَ فيه إلا الصدق، والإخلاص، والتواضع، والبَذل، وحُب التوحيد وأهله.. ولا نزكيه على الله. وهو بشرٌ كالبشر؛ يخطئ ويصيب، ويعلم ويجهل، وقد يهتم بموضوع ما، ولا يكون الصواب فيه حليفه! ومع ذلك لا تشعر ألبتة بما ينقض تلكم الصِّفاتِ العاليةَ الرفيعةَ فيه». قال د. عبدالعزيز المشعل: «رحمَ الله الشيخ الفاضل، والمناضل، والرحالة السعودي النَّجدي سعد الحصين، كان أمةً وحده، وكان يعيش حياةً مختلفةً عن الناس على غير عادةِ جيله وبني قومه، يقرأ، ويفكر، ويُغير، ويتغيَّر، ويجادل ويُعاند، ويَفْتُل وينقض بلا خوف أو مجاملات! في آخر سني حياته، أحبَّ الحياةَ في الأردن، يطوف على سيارته العتيقة داخلَ الأردن وفي الشام بصحبة زوجته أحيانًا؛ للترحال وللدعوة وللتواصل مع الناس في تقشف وبساطة، وقسوةٍ على نفسه أحيانًا، عاشَ غريبًا، وماتَ غريبًا عجيبًا يحتار الناسُ في سيرته ومسيرته، وهكذا الغرباء والمستقلون في حيواتهم -رحمه الله-، كانَ رجلاً صالحًا مستقلاً، في زمن قلَّ فيه الصلاح، وغابت عن مُداراته الاستقلالية». وكتب شيخُنا فؤاد أبو سعيد: «..أخذتُ عنه العلمَ والعملَ، والأدبَ والأخلاقَ والتواضعَ، عرفتُه منذ ثلاثة عقود، وكأنه يعيش في غير زمانه، في زمنِ السلف الأول، يركز في دعوته على تجريد التوحيد لله تعالى، والمحافظةِ على التمسك بسنة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، والتحذير من البدع والأحزاب والتفرق والتشرذم في هذه الأمة، إذا رأى خطأً ينصح ولا يفضح، وبالحكمة والموعظة الحسنة، فيُرسل النصائح للمسؤولين وغيرهم، فلم يدع من نصيحته أئمة الحرمين، وكُتَّاب الجرائد والمجلات، والشبكات العنكبوتية، حتى مفتي المملكة كَتَب له ينصحه... آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، يصدع بالحق لا يخاف لوم اللائمين، فجزى الله علماءنا ومشايخنا أجمعين، وغفرَ للأحياء منهم والميّتين». كَتَب شيخنا عادل العجارمة المعروف ب (عبد الله الموصلي): «..كم كان له علينا من فضل بعد فضل الله، وكان له من التوجيه ما كان له أثرٌ عظيمٌ في منهجية الدعوة، وكان يحضُرَ بعضَ خطبنا ويوجه ويُنبه؛ مما كان له كبيرُ الأثر في تقويم الطريقة وإصلاح الخطأ. وكذلك التحذير من الطُّرق الحزبية في أساليب الدعوة والخطابة والوعظ. لقد كان لي (بمنزلة الأب) الذي لا يألو جُهدًا في النصح والحرص الشديد على الاستقامة على الطريق. وقد كان سببًا في بناء المساجد في عامة المناطق في بلدنا الحبيب الأردن؛ حتى في أماكن يصعب الوصول إليها. لما تعرفت عليه كنت في السادسة عشرة؛ فكان يقدم لي أنواع الدعم حيث يعلم أنني أعيش وحدي بعيدًا عن أهلي. سواء من الكتب لأقرأ، ومن الكتب والكتيبات لأوزع، حتى لما كنت في العسكرية وزعت عن طريقه ما لا أُحصي من كراتين الكتب في التوحيد والعقيدة، فضلاً عن الكتيبات... وكذلك لا أنسى الدعم المادي، وحتى حين زواجي، وغير ذلك... مما يضيق عنه المقام. وكان ربما ضاق بي الحال فلا أجد بَلاغًا إلا بالله ثم به؛ فكان يُسرع من غير طلب. ويعطي من غير غَرَض إلا كما أحسبه طَلبًا لرضا الله أنا وغيري الكثير، وأنا أذكر ذلك عني وبالنيابة عمن لا يتمكن من الكلام في ذلك. لكني لا أستطيع أن أكتمه، وذلك ليس كل شيء». قال الشيخ وليد بن سيف النصر: «كان -رحمه الله- لديه محبةٌ كبيرةٌ لنشر التوحيد وذم الشرك وأهله، ولقد عرفته منذ أكثر من ثلاثين عامًا مثالاً للجد والاجتهاد في الدعوة إلى الله على بصيرة وبشفاعته لإخوانه السلفيين وشجاعته وقوته في الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبمحاربته الشركياتِ، والبدع المضلة المهلكة والحزبيات المقيتة والصدع بالحق ولا يعرف المجاملات ولا تأخذه في الله لومة لائم، وهو من القلائل في هذا العصر في هذا الباب، فلا يدع كبيراً من الكبراء فضلاً عمن دونهم يبلغه عنه شيءٌ إلا كتب له أو كَلَّمه في ذلك مما يراه حقاً وصواباً مع الدعاء له. وكان -رحمه الله- مثالاً يقتدى به في الزهد، والعبادة، والتواضع الجم، مع حُسن السمت، ولين الجانب، والروح اللطيفة، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً، فرحمه الله رحمةً واسعةً». وصدقَ الإمامُ الحسن البصري حينَ قال: «موت العالم ثلمة لا يسدها شيء ما طرد الليل والنهار». ولعل مِن آخر ما خطَّه الشيخ مِن رسائل، ما كان قبل وفاته بشهرين، ويكأنَّه ينتظر الموت، قال في خطابٍ لمدير المركز العلمي بفلسطين: «آمل سرعة الجواب؛ لأني غيرُ بعيدٍ من الانتقال للبرزخ! وفي حاجة إلى دعائكم والإخوة والأهل؛ بحُسن الخاتمة، والمغفرة والرَّحمة». فارحم إله العالمين شيخًا ولتجزهِ في العدن علِّيينا بفضلك العظيمِ يا إلهي زوِّجه في الجنةِ حوراً عينا واخلف لنا في المسلمين خيرًا بالله قولوا إخوتي آمينا ونتعزى بما قاله الإمامُ عبد الله بن المبارك -رحمه الله-: «اعلم أنِّي أرى أنَّ الموتَ اليومَ كرامةٌ لكل مسلم لقي الله على السُّنة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فإلى الله نشكو وحشتَنا، وذهابَ الإخوان، وقلةَ الأعوانِ، وظهور البدع، وإلى الله نشكو عظيم ما حلَّ بهذه الأمة من ذهاب العلماء وأهل السنة، وظهورِ البدع». رحمَ الله شيخَنَا سعدًا، ورفعَ درجته في الفراديسِ العُلى، وألحقنا -وإياه- بالصَّالحين.