في عصر يوم الثلاثاء انطلقت من سماء حائل وفي أضوائها ومن مآذن جامع خادم الحرمين كلمات التوحيد وترديدات أذان صلاة العصر معلنة ميلاد حركة علمية ستمتد من هنا إلى ما تصل إليه من مدن الشمال ليصبح هذا الجامع منارة من منارات الهدى عبر صلواته ومن خلال دروسه وخطبه. لقد طرزت التقنية الحديثة كل أنواع الدقة في الرسم الهندسي والزخرفة الإسلامية ليصبح هذا الجامع رمزاً من رموز الحضارة الإسلامية تصل عبر آلاف السنين إلى أبناء الأمم من بعدنا لأن البناء والعمران جزء من ثقافتنا فما بالك بمساجدنا التي تربطنا بالله عز وجل لتكون مكاناً يلجأ إليه المسلم ليطهر ذلك القلب من مشاغل الدنيا ولوثات المعاصي التي ترن على القلب فهذه المساجد هي التي يفزع إليه المسلم ليطمئن قلبه من نزغات الشيطان فهي الرواسي الثابتات لنا على ظهر هذه البسيطة وما أنفق فيها يعدل ما تقوم به من رسالة تحيا بها قلوبنا فكم ننفق على بناء أجسامنا أضعاف ما نحيي به قلوبنا لا بد من إعمار المساجد بذكر الله وجعلها مكاناً لتكاثر الخطى إليها يقدم إليها الناس من كل فج عميق فنسأل الله ان يجزي القائمين عليها كل خير وان يجعلها في ميزان حسناتهم قال الله تعالى في سورة التوبة {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} نسأل الله ان يجعلنا منه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة). - يطلق بعض المسلمون كلمة جامع بدلاً من لفظة مسجد من باب التعظيم والتبجيل والزيادة في الاحترام والإجلال والتعظيم. - ورد ذكر المسجد في القرآن والسنة ولكن لم ترد لفظة الجامع ولعلها لفظة متأخرة فيجدر بنا ان نطلق عليه مسجد بدلا من جامع تيمناً بالنص القرآني.