الصحابة أئمة الناس في الورع والتقوى، ونموذج فريد في درء المفاسد والمظالم.. بعلوهم تقدمت الأمم ورسمت لها الريادة، ثم سلك سبيلهم واقتدى بهم التابعون وتلاهم السلف، فمن أراد أن يكون ورعاً - على الحقيقة - فعليه باقتفاء آثارهم والاهتداء بمنارهم والسير على منهجهم وطريقهم. وعن دور السلف الصالح في رسم حضارة الأمم طرحت دار طويق للأسواق أحدث اصداراتها بعنوان (صور من ورع السلف وبُعدهم عن المحرمات والشبهات) للكاتب أحمد بن علي بن صالح؛ ليمثل اضافة فريدة لنخبة متميزة من السلف الصالح في التمسك بالورع والبعد عن الشبهات والمحرمات. العمل في مجمله يمثل غيضاً من فيض من سيرة السلف الصالح؛ ليكون شاحذاً للهمم، ودافعاً للتمسك بورعهم من خلال الاقتداء بهم والسير على طريقهم, أملاً في كسب رضا الله، وبناء مجتمع اسلامي قوي البنيان, ومواجهة الكثير من علوم هذا الزمان الذي اختلط فيها الحابل بالنابل لنصبح أسرى العلوم الغربية وأذيالها بفضل من يتشبثون بها ممن أعْمَتْهم حضارتهم وأغوتهم معارفهم. هذا العمل الرائع يمثل إرثاً شرعياً وتاريخياً نواجه به هذه المجتمعات المليئة بالفتن والمنكرات والشبهات والشهوات، فانتكست المفاهيم، لتكون المحصلة نماذج غربية منها من يتورع عن الحرام والشبهات ساذجاً، وآخر لا يدرك خطورة أفعاله، وثالث جاهل عقله غير مكتمل، تشربت قلوبهم بحب الدنيا واللهث وراء ملذاتها، لتكون المحصلة الوقوع في حبائل الفرقة والتعصب. والكاتب يدرك أبعاد القضية وخطواتها، يشعرنا بآلامها وأوجاعها، لنعود إلى رشدنا ونبعد عن غينا فنقتدي بالكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح التي أصبحت نموذجاً يضيء لنا الطريق، فيرسم لنا الهداية والنور. وقد لجأ الكاتب إلى التصنيف والفهرسة الدقيقين؛ ليواصل أبعاد القضية عبر اطراف وخيط رفيع يربط بينها، فيقسمها إلى ستة فصول ترصد برؤية ثقافية بعض المسائل العلمية والتربوية المتعلقة بالورع. - الفرق بين الزهد والورع. العمل الذي طرحته دار طويق المتميزة باصداراتها الشرعية وموسوعاتها الإسلامية الفريدة من خلال قصص رائعة من بطون كتب التراجم والسير والتاريخ ليرصد طريق الهداية بالاقتداء بهم والسير على نهجهم، أملاً في الوصول إلى طريق النجاة والعبور إلى بر الأمان.