نعم.. هذا هو لسان حال إسرائيل الآن.. كيف لا وهي الابنة المدلَّلة للوالدة العظمى.. الابنة التي أعطيت ووهبت حقاً ليس من حقها وزاد الدلال يوماً بعد يوم وكثرت العطايا والهبات وتوسعت المساحة وكبرت المسافات.. قيل لها هذا لك ومتى ما أردت فلن تردي... مرت الأيام وأصبحت المدلَّلة وحشاً يفترس وكلباً ينهش.. صار ميلادها في موت الآخرين وحياتها في فنائهم واستمرارها في زوالهم وسكناها في تغريبهم واجتماعها في تفريقهم.. قوتها أشلاؤهم وسقياها دماؤهم نورها في ظلامهم ونهارها في عتمتهم خطاها في تعثرهم ووقوفها في سقوطهم.. غناؤها من بكائهم وضحكها من أدمعهم.. لكي تكون لا بد أن لا يكونوا!!! هي تسعى لأن تكون.. إذاً لا بد لها من إزاحة كل من يعترض طريقها وفي عرف المدلَّلة كل وسيلة مبررة للوصول إلى الغاية فما دام الغطاء الشرعي يظللها.. وهي لا تلام.. الابنة غير الشرعية شرعت كل ما هو ممنوع.. استحلت واستولت اقتطعت وأخذت دمرت وهدمت استباحت وبررت. قديماً بكت واستضعفت وصرخت (أنا غريبة بلا وطن) قيل لها: استوطني في وطن لا يخصنا.. انتفعي وانفعينا .. هنيهة من الزمن وأصبحت دموع الضعيفة حجارة وضعفها جبروتاً وغربتها ظلم مستوطن.. حكمت ففجرت.. حكت فتبجحت طالبت بأمانها مقابل انتزاعه من أهله.. فقيل لها: لك!!! أرادت طمأنينتها مقابل سلبها من أهلها.. قيل: لك!!! تمنت بناء البيوت وتشييد المستوطنات في أي مكان يحلو لها قيل: لك!!! روَّعتها المقاومة فأرادت قمعها.. قيل: لك!!! كبر خوفها وتعاظم من الصمود والتماسك فزادت المطالب وكثرت الأمنيات أصبح الوضع خارجاً عن الإرادة وصارت الأفعال مفضوحة ومكشوفة وتعدت الحدود.. ولم تفلح المحاولات الركيكة من الوالدة في ترويض الجموح المجنون.. وجاء الرد في أعنف صورة وأبشعها.. تصفيات واغتيالات.. اجتياح وإبادة على مرأى ومسمع من وقفوا وساندوا... ضربت بالقرارات عرض الحائط والسبب: أنتم من بناه لي فكيف لا أستفيد؟؟؟؟!!!!!! (المدلَّلة) إسرائيل شوكة الخاصرة في جسد الأمة أجمع وشوكة البلعوم (للوالدة العظمى) فلا الشجب جاء بنتيجة ولا الاعتراض أتى بفائدة ولا لفت النظر لقي منها أي اهتمام... الشوكة المعترضة في حلق الديمقراطية لن يزيلها ماء ولا غذاء..