دعا الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر في بيان أمس الأربعاء أنصاره المسلحين الذين جاؤوا من خارج النجف إلى العودة إلى ديارهم. ودعا الصدر عناصر ميليشيا (جيش المهدي) التابع له إلى أن (يرجعوا إلى محافظاتهم للقيام بواجباتهم). وتوجه البيان الذي وزعه مكتب الصدر في النجف (إلى كل فرد من أفراد جيش الإمام المهدي الأوفياء الذين ضحوا بالغالي. وطلب من عناصر الميليشيا أن (يرجعوا إلى محافظاتهم للقيام بواجباتهم وما يرضي الله ورسوله). وفي رسالة أعلن عنها في 27 إيار - مايو وقادت إلى الهدنة بين عناصر ميليشيا الصدر والقوات الأميركية، تعهد الزعيم الشيعي بأن يخرج من النجف عناصر ميليشيا جيش المهدي الذين لا يتحدرون من النجف. وقبيل الإعلان عن دعوة الصدر، قال أحد ممثلي الزعيم الشيعي محمد بحر العلوم إن اتفاقاً تم التوصل إليه ليل الثلاثاء الأربعاء حول عودة الشرطة العراقية إلى المدينة. وقال علي الغريفي مدير مكتب بحر العلوم إنه (تم الاتفاق على عودة الشرطة العراقية إلى مدينة النجف ومعاودة دورها بصورة كاملة ويحق لها اعتقال أي شخص يرتكب أي جريمة). وأوضح أن الاتفاق تم التوصل إليه خلال اجتماع لممثلي (البيت الشيعي) الذي يضم المسؤولين الشيعة ورجال دين وزعماء عشائر من الشيعة، وكان قد ساهم في الوساطة بين مقتدى الصدر والقوات الأميركية، إلا أن قيس الخزعلي المتحدث باسم مقتدى الصدر قال إن نشر قوات الشرطة في المدينة وقف على قرار المرجعية الشيعية. من جهة أخرى نفى الشيخ عبد الله الجنابي أي علاقة له بحادث مقتل ستة من الشيعة قبل بضعة أيام وأبدى معارضته الشديدة لقتلهم. جاء ذلك بعد اندلاع مظاهرة أمس الأول الثلاثاء في ساحة الفردوس بالعاصمة العراقية تطالب بالانتقام لمقتل ستة سائقين شيعة (ذبحوا في الفلوجة) قبل ثمانية أيام. واتهم بيان وزع في المظاهرة رجلي الدين عبد الله الجنابي وظافر الدليمي بالتدبير لتعذيبهم وقتلهم. وقال الجنابي في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (لم أكن أعلم أبداً بمقتل الشبان ولكني سمعت بعد مقتلهم كما سمع غيري.. وفهمنا من الموضوع أنهم يتعاملون مع الأمريكيين في توريد المشروبات الكحولية والتعامل غير النظيف مع قوات الاحتلال). وأشار إلى أن الستة كانوا يتعاملون مع القوات الأمريكية في معسكري الحبيانية (85 كيلومتراً غرب بغداد)، وكذلك في المعسكر الواقع إلى الشرق من الفلوجة. وأضاف (علمت بأن هؤلاء الشبان تم تحذيرهم مرات عديدة من قبل أفراد المقاومة في الفلوجة ولم يمتنعوا. وشدَّد على أنه عارض معاقبتهم بالقتل. رفضنا وبلهجة شديدة أن تكون العقوبة هي القتل إلا أن الأمر كان خارج أيدينا بسبب عدم علمنا بالموضوع.