{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ} رؤية إسلامية للحياة ترسم منهجاً للمرء يستحضره عند حلول المصائب فيزداد إيماناً، ويقوي ثقته بالله، ويبعث التفاؤل بالنفس، وينسى كل ما علق بالذهن من نكبات تهز الفؤاد وتشل التفكير. لقد كان للألم موعد مع أستاذي وأخي الأكبر المعلم الناصح الأمين (زويهر بن عبدالله الزويهر) الذي اختطفه الألم، وصارعه المرض في صمت رهيب ولحظة عجيبة عبر (آلة) طالما قتلت الأصحاب، وشلت الأحباب!!! لقد أصبت يا أخي وألمنا ما ألمك، لن أنسى ما حييت تلك الابتسامات التي يطلقها محياك في كل درس تفيدنا فيه.. لئن كنت أخليت المكان الذي نرى فهيهات أن يخلو مكانك في القلب لن أنسى الأيام التي قضيناها معك كنت فيها المعلم المخلص، والناصح الأمين.. لن أنسى تلك التربية العظيمة التي نهلناها منك، كان معلمك الأول فيها قدوتك محمد صلى الله عليه وسلم كم وردة من غرس كفك راح يجنيها سواك لن أنسى أنك الأخ يشفق على أخيه، والمعلم الذي يستأنس بطلابه، لن أنسى الأجيال التي تخرجت على يديك ومازالت تخدم الدين ثم المليك والوطن. ما أشرقت في الكون أي حضارة إلا وكانت من ضياء معلم لن أنسى النصائح التي مازالت محفورة في ذاكرتي مذ قلتها لنا، لن يغيب عن ذهني أسلوبك التربوي في التعامل مع طلابك، ومازلت اتمثله إلى يومي هذا مع طلابي عبر سنوات تعليمي الأربع. لقد كنت - بحقٍ - ممن حمل مشاعل النور فأضاءت الطريق للسالكين، ومازلت تتقدم الصفوف إلى عمل الخير، فأعطاك المليك من ثقته مما ضاعف من جهودك التي يقدرها لك أبناء مجتمعك.. أستاذي العزيز: بعد الرحلة التربوية العلمية التي قضيناها بصحبتكم طيلة السنوات الماضية، وما انطبعت به نفوسنا خلالها من رقة الطباع، وسمو الوجدان، وغزارة العلم، ورونق التربية، كنت فيها مثلاً وقدوةً، لقد رأيت لنصائحكم الأبوية منذ أول لقاء أثراً كبيراً في شحذ الهمم وعلو الطموح وعظم المسؤولية مما انعكس ذلك إيجابياً على معنوياتنا - معشر أبنائك - في الحياة العلمية والعملية، أُرجع البصر مكرراً دعائي لك بالشفاء العاجل حتى تعود لمواصلة مسيرتك التعليمية العطرة، ولتجري عبر مناهلك أنهار العطاء وبحار المعرفة. أخي القارئ أن الكلمات تصعب، والعبارات تعجز، والحروف تقف عاجزة عن إظهار الجميل لأولئك الرجال الذين قطعوا على أنفسهم وعداً وفوا به، وعهداً التزموه فأفنوا السنوات من عمرهم في تنشئة الأجيال وتربيتهم، وإنجاب طلاب صالحين مصلحين، أسهموا في خدمة أوطانهم عبر إداراتها المختلفة. نعم، هذه الأيام يرقد أستاذنا القدير (زويهر) في المستشفى بعد حادث أليم جعله في وضع يستدعي وقفة محبي العلم والعلماء، وتقدير أصحاب المعالي، والتفاتة صنّاع القرار، انني من خلال هذا المقال ونيابة عن الآلاف التي تخرجت على يديه نوجّه دعوة إليهم للوقوف معه ومساندته بما يرفع من معنوياته ويعيد إليه ثقته بنفسه. أستاذي القدير: كل ما أجود به أن أمد يدي اناء الليل وأطراف النهار بالدعاء والتضرع لربي القدير، ان يرزقك الصحة والعافية وان أراك قائماً على قدميك تواصل مسيرتك التربوية.