إنه معاق وقف في وجه الإعاقة بكل ما أوتي من قوة كافح ولا يزال يكافح لإثبات وجوده وليعلم العالم أن المعاق يصنع الشيء الكثير لنفسه أولاً ولوطنه وأمته ثانياً. أصبح محط الأنظار التي تلاحقه يمنة ويسرة، وقد تكون تلك النظرات نظرات الشفقة والرحمة وكثيراً من الهمسات التي يسمعها تعصر قلبه إلا إنه مازال صامتاً يراقب ما يقوله أولئك عن كثب!. لم يأبه بحديثهم حيث قالوا عنه معاقاً!! لم يتألم لوقع حديثهم، حيث عابوه مراراً وتكراراً!! نعم أنا معاق تعوقت قدماي فلا استطيع المشي لكنني في دروب الخير سباق وفي طريق الصلاح فارس همام!!. نعم أنا معاق فدعوني وشأني.. اتركوا قلبي الجريح وكفاكم همزاً ولمزاً وتجريحاً فإن كنت في نظركم معاقاً فأنا أحمل بين جوانحي قلباً سليماً معافى ومازلت أبحث من الخير إياباً وذهاباً!. نعم أنا معاق ولكن لم أنس ديني وقرآني وسنة نبي أو صلاتي وصيامي وتهجدي ودعائي فهي سلاحي ونوري في ظلماتي، هي جزء من كياني، ووجودي وبقائي.. نعم أنا معاق لكنني أبني وطني.. أرفع رايتي.. أدافع عن حريتي لأن عقلي منير وقلبي مستنير!!. نعم أنا معاق أحدثكم من فوق كرسي الإعاقة ولكن بثباتي على ديني وبصبري على ما يصيبني، وبقوة عزمي نسيت إعاقتي وسموت على أقراني وارتقيت بذاتي!. نعم أنا معاق لكنني خير من ألف صحيح لم يسجد لله سجدة ولم ينطق بذكره ولو مرة معافى في بدنه جاحد وناكر لفضل ربه وخالقه. نعم أنا معاق في جسدي لكني أشارك بفكري وبهمتي وبعزمي في بناء وطني.. أنجز أكثر مما تنجزون أيها الأصحاء الأقوياء، وأعمل بجد ونشاط أكثر مما تعملون.. لذلك فالمعاق ليس من فقد عضواً أو حرم فضلاً.. المعاق ذاك الذي أُعطي جسداً صحيحاً لكنه يمشي وقد ضل خطاه.. وزيد فضلاً فاستحكمه هواه.. وعاش لنفسه فأضله الشيطان وأغواه!!. هذا هو الذي يعيش في غسق ويمضي ساعاته في أرق وحديثه ما هو إلا حبر على ورق. أما أنا فإن رأيتموني معاقاً وابتسمتم في وجهي إشفاقاً سأظل بعناية ربي محاطاً، لأنني لست معاقاً.. نعم لست معاقاً!!.