منذ عرفنا المدارس، ونحن صغيرات، سواء المدارس الحكومية أو الأهلية، والطالبات يتقيدن بالزي المدرسي الذي حددته رئاسة مدارس البنات آنذاك، وكان قرارا تشكر عليه الرئاسة العامة للبنات لما يعكسه من اتباع للنظام، ولكونه مظهرا حضاريا راقيا. فما أجمل منظر الطالبات في طوابير الصباح وهن مرتديات الزي المدرسي الموحد والمتناسق في ألوانه، وكانت المدارس تطالب الطالبات بشكل متشدد بارتداء الحذاء ذي اللون الأسود والجوارب البيضاء؛ مما يضفي الإناقة على الطالبة في زيّها المدرسي. والآن وبعد أن انضمت الرئاسة العامة لتعليم البنات إلى وزارة التربية والتعليم فقد استمر نظام الزي الموحد معمولا به في مدارس البنات. ونتمنى من وزارة المعارف تطبيق الزي الموحد في مدارس الأولاد قدوة بمدارس البنات؛ فهذا النظام معمول به في جميع دول العالم المتحضر، ولسنا بأقل منهم حضارة ولا إمكانات، والحمد لله، وقد لا تكون الحاجة ماسة لهذا النظام في فصل الصيف بالنسبة للأولاد حيث يرتدي أغلب الأولاد وفي كل المراحل الثوب الأبيض وإن برز الاختلاف واضحا ما بين الغترة والشماغ في المرحلتين المتوسطة والثانوية. ولكن المشكلة من عدم تطبيق الزي الموحد للطلاب يبرز في فصل الشتاء؛ فحين تنظر إلى الطلاب وهم يخرجون من المدارس بتلك الملابس الشتوية الملونة فنجد من يرتدون اللون البني أو البيج أو اللون الأسود.. إلخ، والأسوأ من ذلك ألوان الجاكيتات والبالطوات التي لا تخلو من ألوان الأزرق والبرتقالي والأحمر وغيرها من الألوان المختلفة والمزعجة. وإنه لمنظر منفر وفوضوي؛ فلماذا لا يطبق الزي المدرسي الموحد على الطلاب أسوة بالطالبات؟ فهو تقليد محمود للحضارات الراقية، فيكون مثلا اللون الأبيض في الصيف ويكون هناك لون واحد متفق عليه في الشتاء مع توحيد لون الأحذية. إن تطبيق الزي الموحد للطلاب سيؤدي إلى نتائج جميلة، منها: أولا: التناسق والتناغم في الألوان. ثانياً: المظهر الحضاري الذي يتناسب مع مدارس مقامة على أسس حضارية. ثالثا: راحة أولياء الأمور من شراء عدة ثياب بعدة ألوان. رابعاً: يمكن أن يدرّ هذا المشروع بعض الدخل المادي على المدرسة لو أنها تبنت توفير الزي الموحد للطلاب مقابل أسعار معقولة وبهذا تقدم خدمة لأولياء الأمور من حيث السعر المعقول ومن حيث توفير وقت التسوق. قرأنا أيضاً في الصحف عن نية مدارس البنات في تغيير الزي المدرسي للبنات ونتمنى من الجهات المعنية بذلك أن تراعي ظروفنا المناخية التي تخضع للحرارة الشديدة في فصل الصيف، حيث نتمنى أن يكون اللباس الجديد من القطن الخالص وألا يكون من الأقمشة السميكة أو الحارة؛ حتى يتاح للطالبة الشعور بالراحة وعدم الضيق من الحر. وأما في الشتاء حيث إن الجو يكون متقلبا من البارد إلى شديد البرودة وأحياناً يميل للاعتدال. لذا نتمنى أن يكون لباس الشتاء مكونا من ثلاث قطع عبارة عن بلوز وتنورة وجاكيت وتستطيع الطالبة التخفيف إذا ما شعرت بالحر وبالعكس إذا اشتد البرد. ويمكن أيضاً أن يكون اللباس من قطعتين بدل 3 قطع فيكون عبارة عن مريول كامل وجاكيت، ويا حبذا لو عمل (تعليم البنات) على إيجاد خياطين أو خياطات تابعين للجهات المدرسية؛ فتنتج هذه الملابس وتبيعها على الطالبات بأسعار معقولة ويكون دخل المبيعات لصالح مدارس البنات لتسد بعض احتياجات تلك المدارس.