شيعت جماهير مدينة رفح بعد ظهر أمس الأول، جثامين 23 شهيدا سقطوا خلال العملية العسكرية الواسعة التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أحياء متعددة من مدينة رفح لا سيما حي تل السلطان والبرازيل. وسقط خلال العملية العسكرية الصهيونية الواسعة، التي بدأت الثلاثاء الماضي، الموافق 18 - 5 -2004، وما زالت مستمرة على بعض أحياء المدينة أكثر من (57 شهيدا وشهيدة)، فيما أصيب أكثر من مائة وستين آخرين، بجراح غالبيتها خطيرة، وبقي الشهداء في ثلاجة لحفظ الخضار في مستشفى أبو يوسف النجار بسبب إصرار ذويهم على إلقاء نظرة الوداع عليهم.. وانطلق تجمع انطلاق موكب الشهداء من دوار العودة وسط مدينة رفح ومن ثم الذهاب بالجثامين إلى ذوي الشهداء لالقاء نظرة الوداع الأخيرة ومن ثم مواراتهم في مقبرة الشهداء شرقي مدينة رفح.. وكانت القوات الإسرائيلية انسحبت في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، من جزء من حي رئيسي في منطقة رفح بجنوب غزة بعد حصار استمر ستة أيام أدانه بشدة المجتمع الدولي. وشوهدت عدة دبابات تخرج من منطقة تل السلطان في مدينة رفح ؛ وقال مصدر عسكري إسرائيلي: إن القوات انسحبت من منطقة تل السلطان في إطار انتشار جديد.. وأكد شهود أن القوات الإسرائيلية مازالت تحتل منطقة مخيم البرازيل. وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية صباح أمس الأول أن قوات الجيش الإسرائيلي بدأت ليلة وفجر الاثنين بالانسحاب من حي تل السلطان في مدينة رفح بعد توغلها فيها يوم الثلاثاء الماضي، الموافق 18 - 5 - 2004، فيما يواصل الجيش حالياً عملياته في حي البرازيل. وقالت المصادر ذاتها: إنه تم إنهاء عزل حي تل السلطان كجزء من عملية انتشار جديدة ؛ فيما قال الأهالي الفلسطينيون هناك: إنهم شاهدوا عدداً من الدبابات وهي تخرج من المنطقة.. وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي في وقت سابق: إن القوات التي تخرج حالياً من المدينة هي التي عملت على عزل الحي الشمالي- الغربي في رفح عن باقي أجزاء المدينة.. وكانت مصادر أمنية وسياسية، أكدت مؤخرا أن الجيش سيبدأ بالانسحاب من رفح تدريجياً.. وقال الوزير الإسرائيلي المتطرف غدعون عزرا: ستعمل القوات الآن ضد أهداف عينية، يجب التحقيق مع المعتقلين من أجل العمل عينياً. يشار إلى أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال ما زالت تعمل في مخيم البرازيل بمدينة رفح، تهدم خلالها المزيد من منازل الفلسطينيين بحجة البحث عن أنفاق، لكن الهدف كما يقول الفلسطينيون هو جعل الحدود المصرية الفلسطينية نظيفة، ومسح البيوت الفلسطينية عن بكرة أبيها، وهذا ما سيشكل كارثة إنسانية ستلم بالفلسطينيين هناك..