انسحب الجنود الأمريكيون والميليشيا التابعة لمقتدى الصدر أمس السبت من وسط مدينة كربلاء بعد أكثر من شهر من المعارك، وقال علي الخزعلي، المسؤول في جيش المهدي: قررنا سحب كل الوجود العسكري من وسط المدينة في انتظار إنجاز اتفاق مع الطرف الآخر (الأمريكي) من المفترض, واستمر الهدوء في مدينة كربلاء بعد المواجهات العنيفة التي شهدتها المدينة على مدى الأسابيع الماضية. وتدفقت أعداد كبيرة من سكان المدينة الذين تركوها خلال المواجهات عائدين إلى منازلهم, وانتشرت الشرطة العراقية في الشوارع الرئيسية والفرعية بالمدينة. كما استأنفت الدوائر الحكومية عملها بعد انقطاع دام أكثر من أسبوعين, وقامت دوريات الشرطة العراقية وسيارات الإسعاف بنقل جثامين القتلى من مركز المدينة حيث يوجد به مرقدا الحسين والعباس. وواصل كثير من المواطنين البحث عن ذويهم الذين قتلوا أثناء المواجهات في المستشفيات وتحت الانقاض في مركز المدينة, وواصلت أجهزة البلدية تنظيف الشوارع التي تضررت جراء القصف وأعيد ترتيب المتاجر وفتحها. وذكر الطبيب علي موسى بمستشفى الحسين العام بالمدينة أن عدد القتلى الذين سقطوا خلال المواجهات بلغ 275 قتيلاً و315 مصاباً. وفي النجف قالت مصادر طبية إن ثلاثة مدنيين عراقيين قتلوا وأصيب 8 آخرون في اشتباكات وقعت فجر أمس السبت فيما استمر الهدوء في مدينة كربلاء, وتعرض مبنى محافظة النجف في الساعة 30 :4 حسب التوقيت المحلي لهجوم بقذائف الهاون نفذه مسلحون. وقال شهود عيان إن سحب الدخان تصاعدت من المبنى الذي تحتله القوات الأمريكية, وردت القوات الأمريكية بإطلاق النار بصورة عشوائية على مصادر النيران في المنطقة المحيطة بالمبنى والمكتظة بالسكان, وقال الطبيب علي الحسيني من مستشفى الحكيم بمدينة النجف إن المصابين نقلوا إلى المستشفى في وقت مبكر صباح أمس. وتجددت الاشتباكات في مدينة النجف ليلة أمس الأول وفجر أمس بين القوات الأمريكية وعناصر جيش المهدي عندما دخلت تعزيزات إضافية إلى مركز المدينة حيث تتمركز القوات الأمريكية في ساحة ثورة العشرين ومنطقة وادي السلام, وأقامت القوات الأمريكية حواجز ونقاط تفتيش بين الكوفة والنجف, واستخدمت القوات الأمريكية الأسلحة الثقيلة والخفيفة في عملية دخول التعزيزات وحلقت المروحيات القتالية على ارتفاع منخفض لتوفر غطاء لها.