في هذه الأيام ونحن نمر بهذه الفتنة والتي سعى بنشوبها فئة ضالة لم يدعوا للإسلام والقيم والمبادئ مكاناً في قلوبهم، تخلوا عن الإنسانية، استبدلوا لباس الرحمة بلباس الحقد والكراهية، فسعوا في الأرض فسادا وروعوا الآمنين متناسين بذلك قول الحق: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (33) سورة المائدة. فاستحقوا الحكم الشرعي على أفعالهم المشينة ولكنهم لم يكتفوا بذلك بل دخلوا في دائرة الوعيد والتهديد من رب العالمين حيث يقول: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء. وقول النبي صلى الله عليه وسلم (لئن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من سفك دم مسلم)، حيث إنهم قتلوا أنفسهم وقتلوا النفوس المؤمنة عمدا بغير حق واتبعوا شهواتهم واختلقوا أحكاما شرعية من عند أنفسهم مخالفين قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا ما ليس فيه فهو رد) فقد صدق فيهم قول الحق: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (46) سورة الحج. أعزائي ما دعاني للكتابة هو أن أحمل لكم التهنئة الممزوجة بالفخر والاعتزاز على هذا الجهاز الآمن الرائع الذي يقوده وزير الداخلية (الأمير نايف) وجنودنا البواسل على تلك التضحيات وعلى تلك البطولات المنتهية بالنصر المؤزر على أصحاب الفتنة والضلال، جنودنا البواسل الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل حماية الدين والأرض حتى سقط منهم الكثير على يد المجرمين وقد كانوا بحق شبحا مخيفا للإرهابيين ودرعا حصينا للمواطنين حيث لم يستطعِ الإرهابيون على مواجهتهم بل قتلوهم غدرا (كباقي أفعالهم)، فرغم توتر الأوضاع إلا أننا نعيش في وضع وحياة طبيعية لا تشوبها المخاوف وذلك بفضل الله أولا ثم بجهود رجال الأمن الأوفياء الذين أرخصوا أنفسهم لحماية الدين والوطن فنالوا بكل فخر شرف الشهادة فهم أحياء عند الله يرزقون، أبطال سيبقى ذكرهم على مر الأجيال، لنا الفخر أن يكونوا من وطننا والشرف أن ننتمي إليهم وفي الوقت نفسه نحمل الأسف وأعظم الأسف لانتماء أفراد تلك الفئة الضالة لهذا الوطن المعطاء. اخواني أرجو أن نسعى بكل جهد لتكريم هؤلاء الأبطال (حماة الوطن) سواء الشهداء أم المصابين فولاة الأمر -حفظهم الله- أجزلوا العطاء لهم رغم أنهم يؤدون واجبهم وبقي علينا كمواطنين أن نكرمهم بأي شكل وكل حسب تخصصه فالشاعر يجب أن يجزل لهم الشعر، والكاتب أن يسطر أروع ما قيل في النثر، والتاجر بأعمال تدر لهم الأجر، فهذا هو أقل ما نقدمه لهم فقد سهروا بعد أن طاب لنا المنام، وجاهدوا بعد أن غرقنا بالأحلام، وأبلوا البلاء الحسن بعد أن اكتفينا بالكلام، ماتوا من أجل دينهم ووطنهم، فهنيئاً لهم الشهادة، وهنيئا لنا شجاعتهم وقوتهم، فقد صدق فيهم قول أحد شعراء هذا الوطن الغالي والذي تفاعل مع تفجيرات الوشم بكل وطنية وإيمان فجاءت قريحته برائعة منها: ويا رجال الأمن أنتم لنا درع وحجاب بعد الله ألي من وثق به يعينه أنتم أسود الدين عن كل مرتاب وخسران من عادى الأسد في عرينه تحمون دين الله عن كل طلاب وتحمون بيته والنصر ضامنينه وختاما أسأل الله أن يحفظ هذه البلاد من كيد الحساد وأن يدحر أصحاب الضلال وأن يديم لهذه البلاد أمنها ورخاءها إنه سميع مجيب. [email protected]