قامت دبابات قوات الاحتلال بعملية توغل لفترة قصيرة في قلب مدينة كربلاء، حيث وصلت إلى أبواب مرقدي الحسين والعباس في المدينة الشيعية بوسط العراق، وقد أثار دخول حوالى خمس عشرة دبابة إلى هذا القطاع، حيث يتواجد عناصر ميليشيا مقتدى الصدر الفزع بين حوالى خمسمئة مدني كانوا يستعدون للتظاهر بدعوة من أحد وجهاء المدينة آية الله محمد تقي مدرسي. وبدأ الحشد يصرخ وهو يتوجه نحو الدبابات: ليعش الصدر، الأمريكيون جيش الكفار.. عندئذ غادرت الآليات العسكرية القطاع.. وقبل قليل من عملية التوغل سمع إطلاق نار في القطاع في حين وجّه أنصار آية الله مدرسي دعوة إلى تظاهرة سلمية ضد الاحتلال بواسطة مكبرات الصوت.. وقد دعا السكان للتجمع أمام مكتب آية الله مدرسي الذي يترأس منظمة العمل الإسلامي للمطالبة ب(إنهاء إراقة الدماء). وشهدت المدينة- ليلاً- تبادلاً لإطلاق النار بشكل متفرق أدى إلى سقوط 13جريحاً في صفوف المدنيين بحسب مستشفى كربلاء الواقعة على بعد110كلم إلى جنوببغداد.. وقال علي العركاوي مدير مستشفى الطوارىء في كربلاء: ان ثلاثة عشر عراقياً أصيبوا بجروح في الاشتباكات بينهم ثلاثة حالتهم خطرة. واوضح ان اغلب الجرحى من المدنيين الذين لا علاقة لهم بالعمليات العسكرية وميليشيا جيش المهدي.. يشار إلى ان أنصار الصدر يتجنبون ارسال قتلاهم وجرحاهم إلى مستشفيات المدينة خوفا من الملاحقات القضائية.. على صعيد متصل اعلن ضابط امريكي ان مسلحين اثنين من الميليشيا الشيعية التابعة لمقتدى الصدر قتلا امس الاحد عندما حاولت مجموعة من ستة مسلحين مهاجمة دورية امريكية في النجف، واوضح الكابتن براندون اندرسن ان دورية امريكية كانت تسير بين مقر الشرطة العراقية قرب ساحة ثورة 1920 ومبنى المحافظة عندما تعرضت للهجوم.. واشار المصدر نفسه إلى ان ستة مسلحين خرجوا من منزل في حي الحنان اطلقوا نيرانهم على الدورية التي ردت وقتلت اثنين منهم وأصابت اثنين آخرين. واكد اندرسن من جهة اخرى مقر الشرطة العراقية في المدينة تعرض لهجوم بقذائف الهاون ولم يوقع ضحايا، مشيرا إلى ان هذا المقر يشكل هدفا رئيسيا لعناصر الميليشيا الذين يريدون زعزعة الوضع في المدينة. وفي الناصرية جرح 20 مدنيا عراقيا خلال الاشتباكات بين القوات الايطالية وعناصر ميليشيا (جيش المهدي) في الناصرية وفق مصدر عراقي. واوضح معاون محافظ الناصرية عدنان الشريفي ان 20 مدنيا اصيبوا بجروح من جراء سقوط قذيفة هاون على سوق في وسط المدينة.. وقال رئيس الشرطة علي ناصر ديوان المكلف بالشؤون الامنية في مستشفى قريب إن خمس قذائف اطلقت على مقر سلطة الائتلاف المؤقتة من قبل جيش المهدي.. وادت الاشتباكات السبت الى مقتل مدنيين وجرح خمسة آخرين. وفي طهران أدان قائد الثورة الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي أمس انتهاك (قوات الاحتلال الامريكي) لحرمة الاماكن المقدسة، ووصف هذه الاعتداءات بالصلف الوقح المتسم بالحماقة.. وأكد المسؤول الايراني في تصريحات نقلتها عنه وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية أن الشعب العراقي المسلم وكل المسلمين في العالم سيتصدون لهذه الصلافة وذلك لأن هذه الاحداث هامة للغاية وينبغي عدم التزام الصمت إزائها). وأعرب خامنئي عن أسفه وامتعاضه لهذا العدوان.. مشيرا إلى المكانة الخاصة لمرقدي الامام الحسين (في كربلاء) والامام علي (في النجف)، مشيرا إلى أن العالم الاسلامي سوف لا يتحمل تعرض العسكريين الامريكان الاصلاف لهذه الاماكن المقدسة وإطلاق النار على وادي السلام الذي دفن فيه الكثير من الأولياء والأوصياء والصالحين.