مما لا شك فيه أن القصة أبرزالأنواع الأدبية لنقل ثقافة المجتمع وتصوير آماله وآلامه، كما يعزى إليها في غرس المثل العليا وتهذيب النفس الإنسانية من خلال محاكاة القراء لشخوصها والاعتداد بهم. ومن المعلوم أن القصة ذات شأن رفيع عند الأمم كافة ومنها العرب التي يضم تراثها التليد كماً هائلاً من القصص بأنواعه المختلفة، والتي تهافت عليها الدارسون والمطلعون بالبحث والدراسة والمقارنة وما الرسائل الجامعية والأطروحات الأدبية التي تخرج للنور بين وقت وآخر إلا دليل على الجهد الدؤوب والبحث العميق في ثنايا هذا النوع الأدبي النفيس. ولأن التطور جبلة في كل شيء فلقد طالت يده القصة فألبستها حلة جديدة لتتناسب وعصر التقنية الحديثة. وفي زخم الأعمال القصصية التي تزدحم بها دور النشر، أو تلكم المنشورة في ثنايا صفحات الصحف والمجلات تبرز الحاجة الملحة لناقد أمين؟!! إن الناقد هو المرآة العاكسة للعمل الأدبي، ويعول عليه نجاح هذا العمل أو سقوطه. ولذا يبنغي تواجده وبشكل مكثف ليتناول الكم الهائل من القصص المطروح وتوجيهه نحو الأفضل، حتى لا ينضب معين موهبة القص، أو تعوَّم فتغدو تائهة يشوبها الخلل. ويمكن تفعيل دورالناقد في تناول الأعمال القصصية من خلال الآتي: 1- عقد اللقاءات الادبية المكثفة لعرض نتاج المبتدئين من الجنسين في الأندية الأدبية او الجامعات والكليات على ان تنال هذه اللقاءات حظها من التغطية الإعلامية المميزة. 2- التشجيع المعنوي والمادي للنقاد للقيام بنقد هذا النتاج القصصي المبتدئ. 3- تناول المجموعات القصصية المتميزة للمبدعين بالنقد وعرضها على المبتدئين من خلال ورش عمل للاطلاع عليها ومحاكاتها والاستفادة منها في خطواتهم الأولى نحو عالم القصة. 4- تبصير القاصين بأنواع القصة وحثهم على طرق هذه الأنواع وعدم الالتزام بواحد منها. فالوسائل المذكورة أعلاه من شأنها ان تخرج لنا قاصين مبدعين كما ان المسؤولين في الأندية الأدبية مطالبون بمتابعة النتاج القصصي وتكريم المتميزين فيه بطبع نتاجهم مجاناً، ومنحهم عضوية دائمة في الأندية الأدبية. نمتلك الطاقة البشرية الموهوبة، والامكانات اللازمة لكشفها وتوجيهها المطلوب فقط التفاني والمثابرة، للوصول إلى الإبداع. * همسة في أذن القاص: في ثناياك حروف قادمة وأفكار حالمة، فاحرص على إمتاعنا بها. * نداء للنقاد والمسؤولين في الأندية الأدبية: إن موهبة القص بذرة تطرح ثمرها شريطة الاعتناء بها.