في مثل هذا اليوم 2 مايو 1970م، واصلت القوات الاميريكية والفيتنامية الجنوبية هجومها الذي بدأ في ال29 من أبريل داخل الأراضي الكمبودية. واشتملت هذه (الحملة) (كما وصفها الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون) على 13 عملية أرضية هامة للقضاء على المعاقل الفيتنامية الشمالية الواقعة على مسافة 20 ميلا داخل الحدود الكمبودية. وقد اشترك 50 ألف جندي فيتنامي جنوبي و30 ألف جندي أمريكي في هذه العملية التي أعتبرت الاكبر في هذه الحرب منذ القيام بعملية (أوبراشن جانكشن سيتي) في عام 1967م. بدأت العملية في 29 أبريل بتحرك القوات الفيتنامية الجنوبية نحو منطقة (باروتس بيك) الكمبودبة التي تتوغل داخل فيتنام الجنوبية فوق دلتا ميكونج. وخلال اليومين الاولين للعملية، قتلت القوات الفيتنامية الجنوبية البالغ قوامها 8 آلاف جندي 84 جنديا شيوعيا بينما لم تتعد خسائرها 16 قتيلا و157 جريحا. وبدأت المرحلة الثانية من الحملة في الثاني من مايو بسلسلة عمليات أمريكية- فيتنامية جنوبية مشتركة استهدفت القضاء على المعاقل الشيوعية الواقعة بمنطقة (فيشهول) الكثيفة النباتات في كمبوديا. وتمكنت القوات الامريكيةوالفيتنامية الجنوبية من قتل أكثر من ثلاثة آلاف شيوعي خلال هذه العملية واستولت على كميات كبيرة من المعدات الحربية منها 200 سلاح فردي وجماعي و300 دبابة و40 طنا من الأغذية. ومع مغادرة القوات الامريكيةلكمبوديا، كان حجم الدمار الذي ألحقته قوات الحلفاء بإمدادات ومعدات الشيوعيين يفوق حجم ما لحق بها من دمار خلال العام السابق كله بأكثر من عشر مرات. وقد رأى العديد من محللي المخابرات في ذلك الوقت أن غزو كمبوديا كان ضربة موجعة للشيوعيين حيث طردت قواتهم خارج الحدود وتحطمت معنوياتهم. ولكن هذه الحملة منحت الحركة المناهضة للحرب في الولاياتالمتحدةالامريكية نقطة جديدة للانطلاق منها. حيث تسببت أنباء هذه العملية في خروج موجات من المظاهرات التي قتل فيها العديد من الطلبة على يد قوات الشرطة والحرس الوطني. كما اغضبت هذه الحملة العديد من أعضاء الكونجرس الذين شعروا أن نيكسون وسع دائرة الحرب بطريقة غير مشروعة. وكانت النتيجة هي سلسلة من قرارات الكونجرس والمبادرات القضائية التي حدت من السلطة التنفيذية للرئيس فيما بعد.