قرأنا ما كتبه مؤخراً في عزيزتي الجزيرة الأستاذ عبدالعزيز بن صالح الدباسي في موضوع فرض التقاعد المبكر للمرأة العاملة. ومن المستغرب حقاً ان يتصدر أي مواطن غيور بالهجوم على المرأة العاملة التي أفنت عمرها وشبابها لتربية الأجيال والحجة كما يدعي البعض الحرص على المرأة وعلى بقائها في المنزل لتربية ابنائها. وينسى بعض الرجال الذين يطالبون بالتقاعد المبكر للمرأة ان المرأة وحتى عند التقاعد المبكر في سن الخمسين او حولها سوف يكون أبناؤها في الجامعة والمرأة التي يجب ان تخدم زوجها وأولادها هي في بداية العمل وليس نهايته، فالمرأة في العشرينات هي التي تحتاج إلى رعاية الزوج والأبناء لبناء أسرة سليمة وليس المرأة التي أبناؤها في الجامعة. وللأسف الشديد فقد أصبحت المرأة وتقاعدها قضية الرجل ويريد تكييفها بالطريقة التي يراها مناسبة له وحده. ولذلك لم نر كاتبا واحدا طالب بالتقاعد المبكر للرجل مع وجود اعداد هائلة من الخريجين بدون عمل ووجود بطالة واضحة هذا بالإضافة الى مسؤوليات الرجل في الصرف على بيت الزوجية فالمطالبة بتقاعد الرجل أولى من المطالبة بتقاعد المرأة. نقول للأخ الكاتب الكريم حبذا لو اقترحت على المسؤولين عدة أمور مهمة منها سعودة جميع المدارس خاصة الأهلية التي فيها المئات من المعلمات من الدول الأخرى حيث إنه لا معنى مطلقاً ان نسعود أسواق الخضار ونهمل المدارس في أيدٍ غير سعودية وندع الأجنبي يربي أولادنا وبناتنا، ومع ذلك تدفع الرئاسة العامة لتعليم البنات إعانة لهذه المدارس.ونرى أنه لا مانع من فتح التقاعد المبكر للمرأة من عمل 15 سنة اختيارياً لمن رغبت في ذلك وتشجيع المرأة على التقاعد ولكن بدون أن تجبر المرأة على التقاعد مثلما اننا لا نجبر الرجل على التقاعد. موضوع أخير نأمل من بعض إخواننا الرجال من الكتاب وهو ان يعلموا ان الكثير من الأسر السعودية تقوم على راتب ابنتها او الزوجة او الاخت فالكثير من الأسر هي ذات دخل محدود والكثير من العاملات قد ارتبطن بقروض يجب الوفاء بها، المهم ان عمل المرأة اليوم ليس ترفاً وإنما هو للغالبية العظمى ضرورة بالغة للعديد من الأسر السعودية. في الأخير نأمل من أخينا الكاتب أن ينصف المرأة التي هي أمه وأخته وبنته وزوجته وهي نصف المجتمع والله يحفظ الجميع لكل خير.