{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، والحمد لله على قضائه وقدره، والقلب يحزن والعين تدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا أبا عبدالرحمن لمحزونون. لقد فجعنا وفاة أخينا الفاضل العالم الداعية عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم رحمه الله. إنه مصاب جلل على طلاب العلم ورجال الدعوة إلى الله تعالى، حيث كان الرجل مثالاً لطالب العلم الجاد الصابر الحريص على الدعوة إلى الله تعالى على منهج السلف الصالح وعلماء الدعوة السلفية في هذه البلاد المباركة. إنه نعم العالم المجتهد والمحاضر المفيد والداعية المخلص: لقد كنا في أمس الحاجة لمثله في هذه الظروف الحالكة التي تمر بها الدعوة الإسلامية. إنه أخي وصديقي الدكتور: عبد السلام = المعروف بكرم خلقه وسخاء نفسه وجوده وإنفاقه ومحبته لإخوانه ومشايخه وسعيه إليهم في الخير والزيارة، لقد عرفناه بحب العلم ووضوح المنهج والبعد عن الخوض في المسائل السياسية والإعلامية التي تضر ولا تنفع وتفرق ولا تجمع، لقد كان حريصاً على نصرة السنّة وقمع البدعة، صابراً محتسباً، متواضعاً رجاعاً إلى الحق، غيوراً على دينه وبلاده محباً لولاة أمور المسلمين في هذه البلاد ناصحاً لهم زاهداً في الدنيا وحطامها والمناصب ومباهجها، لا يرجو من كتبه ولا محاضراته ولا أشرطته أي مكسب مادي، بل كانت كلها توزع مجاناً لوجه الله تعالى. كان غني النفس عزيز الجانب نظيف القلب سليم الصدر، فجزاه الله عنّا وعن محبيه وعن دينه وبلاده وأمة الإسلام كل خير.اللهم اغفر لأخينا عبد السلام وارحمه وارض عنه وأرضه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، وارفع درجته، واجبر مصابنا فيه ومصاب والديه وأسرته وعوض المسلمين فيه خيرا.والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.