تقاسمني شطرين هميَ والدهر ففي كفِّه شطر وفي مهجتي شطرُ ولم أتكل إلا على الله وحده ففي قربه النعمى وفي شكره الفخرُ دع الأمنيات الغر فالعمر واحدٌ وهل لك إن أنفقته في الهوى عمرُ؟ إذا لم تكن من تطلب المجد نفسه فلن يهب الإفضالَ زيدٌ ولا عمرو هو المجد نهبٌ ما به من عطيةٍ سلاحك فيه القلب والناب والظفرُ لكل بليد طعنة في فؤاده إذا مات طاب الجو وانخفض السعرُ وقالوا لنا أنسابنا يعربية وهل نفعتنا يوم أدَّبنا الكفرُ؟! وهل نصرتنا من نزار أصالة إذا لم يكن من عند خالقنا النصرُ؟ إذا لم يكن هذا هو القهر عينه إذن ليس في الدنيا طغاة ولا قهرُ تلفت إلى بغداد تهوي صريعة وصلِّ على الأفغان أوطانهم قبرُ على أحمد الياسين ألف تحية يضمِّخه مسك ويمطره عطرُ وصلى عليه الله ما ذرّ شارقٌ ورافقه أنس وباكره أجرُ ممات تمناه الكرام جلالة وقتلة مجدٍ كان يطلبها البدرُ مضى والروابي شاهدات بفضله يكاد من التشريف يفتخر الصخرُ ممات تمناه وعاش لأجله فصلى فجاء النصر والفتح والفجرُ أقول له: خذني فقد عفتُ عيشة أتتركني وحدي يروِّعني الغدرُ؟ له الحمد ربي أن وقعتَ مضرجاً ليحيا بك الإسلام والشفع والوترُ خجلنا لأنا لم نمت مثل شيخنا وهل يعرف الأبطالَ إلا القنا السمرُ؟ وما أحمد الياسين في الناس مقعدٌ لقد كان سيف الله في حده النصرُ ولكننا نحن القواعد بعده وقد مل منا الدهر، بل سبَّنا الذعرُ عليه ثياب العز سار مضمخاً إلى أن علا أمتانه سندسٌ خضرُ وأيقظ بالحق الضمائر بعده كذا في المعالي يفعل الفارس الحرُّ قريبا ترانا قادمين كتائباً يوجهنا وحي ويعضدنا صبرُ سنسجد في الأقصى وإن طال ليلنا ترقبْ أذان الحق إن طلع الفجرُ